للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو قلت: حسن وجه، جاز على ضعف؛ لأنه قد علم أنك لا تعنى من الوجوه إلاّ وجه المذكور.

فحقّ «شباب» فى بيت المتنبّى أن يكون معرّفا باللام، عوضا من تعريف الإضافة إلى الضمير، من حيث كان مراده: شبابى، فدخول اللام هاهنا- لو استعمل-أقلق الوزن، إلا أنه كان يكمّل المعنى واللفظ، على أن إسقاط اللام منه زحاف، وقد قيل: ربّ زحاف أطيب (١) فى الذّوق من الأصل (٢).

قال أبو الفتح في تفسير البيت: يقول: شيبى هذا منى كنّ لى قديما، وإنما كنت أتمنّى المشيب ليخفى شبابى (٣). والقرون: الذّوائب، واحدها قرن.

...


(١) هكذا ضبطت الباء فى ط، د بالفتح، وهى الفتحة النائبة عن الكسرة، لأنه وصف لمجرور «ربّ». وهو أحد وجهين فى إعرابه. والوجه الثانى أنه مرفوع، خبر ابتداء محذوف، والتقدير: هو أطيب. والوجه الأول أقوى عندهم. راجع إعراب الحديث النبوى للعكبرى ص ٢٠٣، والمغنى ص ١٣٦، وفتح البارى ١٣/ ٢٣. وانظر الكلام على «ربّ» فى المجلس الثالث والسبعين.
(٢) الكافى للتبريزى ص ١٩.
(٣) الفتح الوهبى ص ٤٣، وانظر ردّ الأصفهانى عليه فى الواضح فى مشكلات شعر المتنبى ص ٣٥،٣٦.