للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الضمير فى قوله «تقدمها» للخيل لا للرّماح.

خلقنا بأطراف القنا لظهورهم ... عيونا لها وقع السّيوف حواجب

عيب (١) عليه قوله: «لظهورهم» وقيل: لو قال: لصدورهم، كان أمدح؛ لأن الطّعن والضرب فى الصّدور أدلّ على الإقدام والشجاعة للطاعن والضارب، والمطعون والمضروب، وذلك أن الرجل إذا وصف قرنه بالإقدام مع ظهوره عليه كان أمدح له من وصفه له بالانهزام، كما قال الأول:

فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا يقطر الدّما (٢)

والذى عابه بهذا المرتضى أبو القاسم عليّ بن الحسين الموسوىّ، رحمه الله.

وأنتم وقوف تنظرون إلى الطّلى ... تحلّ وغربان الرءوس نواعب

الطّلى: الأعناق، واحدتها: طلية، وقوله: «وغربان الرءوس نواعب» شبّه أقحاف (٣) الرءوس لما عليها من الشّعر، وقد أطارتها السيوف، بالغربان، وشبّه صوت وقع السيوف فيها عند قطعها بالنّعيب.

ومن رأينا فيكم دروع حصينة ... ولو شاء بزّ السّابريّة سالب

قوله:

ومن رأينا فيكم دروع حصينة

أى كانت آراؤنا لكم فى ذلك اليوم وقاية عليكم، كالدّروع التى تقى لابسيها الجراح.


(١) حكاه الشّهاب الخفاجى عن ابن الشجرى، ونبّهت عليه فى أول القصيدة.
(٢) فرغت منه فى المجلس التاسع والأربعين.
(٣) مفرده قحف، بكسر القاف، وهو أعلى الرأس.