للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

/فلا تكتمنّ الله ما فى نفوسكم ... ليخفى ومهما يكتم الله يعلم

يؤخّر فيوضع فى كتاب فيدّخر ... ليوم الحساب أو يعجّل فينقم

فأجبت بأنه انجزم على جواب النّهى الذى هو «لا تكتمنّ» لأن النّهي وما أشبهه ممّا ليس بواجب، ينوب عن الشرط فينجزم جوابه، إذا لم تكن فيه الفاء، فأراد: لا تكتمنّ الله ما فى نفوسكم من الغدر يؤخّر، أى فإنكم إن تكتموه (١) يؤخّر، أى يؤخّر جزاؤه، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، فارتفع الضمير لقيامه مقام مرفوع، واستتر، ثم قال: «فيوضع فى كتاب فيدّخر ليوم الحساب» أى إلى يوم الحساب، «أو يعجّل» أى يعجّل جزاؤه، وقامت اللام مقام إلى، كما جاء فى التنزيل: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها} (٢).

...


(١) جاء بهامش الأصل حاشية: «قوله «يؤخّر» مجزوم بالنّسق على جواب الشرط، وهو قوله «يعلم» والشرط قوله «ومهما يكتم الله» والكلام جملتان لا تعلّق لإحداهما بالأخرى فى الإعراب». وقوله: «بالنسق» ليس يريد عطف النسق؛ لأنه لا موضع له هنا، وإنما يريد الإتباع على البدل. وقد جاء هذا صريحا فى قول ابن الأنبارى: «ويؤخر مجزوم على الإتباع ليعلم، قال الله عز وجل: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً. يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ فجزم «يضاعف» على الإتباع ليلق أثاما. وموضع فيدّخر ويعجّل وينقم: نسق على يؤخر». شرح القصائد السبع ص ٢٦٦. هذا وقد حكى أبو جعفر النحاس تضعيف هذا الوجه من الإعراب، ثم حكى عن بعضهم هذا الذى ذكره ابن الشجرى، وانظر كلامه فى شرح القصائد التسع ١/ ٣٢٧،٣٢٨.
(٢) الآية الخامسة من سورة الزلزلة.