للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} وقال فى الوجه الثالث (١): «أن يكون ضم الراء إتباعا لضمة الضاد، كقولك: لم يردّكم، والأصل: يضرركم ويرددكم، فألقيت ضمة المثل الأول على الساكن قبله، وحرك الثانى بالضم إتباعا للضمة قبله، فلما حرك الثانى وقد سكن الأول وجب الإدغام. وتحريك الثانى فى هذا النحو بالفتح هو الوجه، لخفة الفتحة مع التضعيف، وبه قرأ فى هذا الحرف المفضل الضبى، عن عاصم بن أبى النّجود».

ووجه الفتح هذا هو اختيار الفراء، كما فى معانى القرآن ١/ ٢٣٢.

٣ - أشار ابن الشجرى إلى ما قيل فى اتصال قوله تعالى: {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ} بما قبله وبما بعده، ثم قال (٢): «وأوجه ما قيل فيه أن موضع الكاف رفع خبر مبتدأ محذوف. . . . أى اقبلوا ما أمركم الله ورسوله به فى الغنائم وغيرها، ثم قال: {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} والتقدير: كراهيتهم لما فعلت فى الغنائم كإخراجك من بيتك على كره منهم، ودل على ذلك قوله: {وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ}.

وهذا الوجه الذى اختاره ابن الشجرى هو من تقدير الفرّاء، وذكره فى معانى القرآن ١/ ٤٠٣، وحكاه ابن الشجرى بألفاظه فى المجلس الحادى والثمانين، ونسبه أبو جعفر الطبرى إلى بعض نحويّى الكوفة (٣).

٤ - تكلّم ابن الشجرى على دخول «إلا» فى قول ابن أحمر: «أبت عيناك إلا أن تلجّا»، فقال (٤): «دخلت «إلا» هاهنا موجبة للنفى الذى تضمنه هذا الفعل، ألا ترى أنك إذا قلت: أبى زيد أن يقوم، فقد نفيت قيامه، فإذا قلت: أبى إلا أن يقوم، فقد أوجبت بإلاّ قيامه، لأن المعنى: لم يرد إلا أن يقوم. وفى التنزيل: {وَيَأْبَى اللهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} أى لا يريد الله إلا إتمام نوره».


(١) المجلس الثانى عشر.
(٢) المجلس الثالث عشر.
(٣) تفسير الطبرى ١٣/ ٣٩٢.
(٤) المجلس الحادى والعشرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>