للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولوا: السّحر، إلى قولهم: سحر، ووجه تعريفه أن المراد به سحر يوم معيّن؛ وشبيه به سبحان، في قول الأعشى:

أقول لمّا جاءنى فخره ... سبحان من علقمة الفاخر (١)

لم يصرفه لأن فيه الألف والنون زائدين، وأنه علم للتسبيح، فإن نكّرته صرفته، كما قال أمية بن أبى الصّلت:

سبحانه ثم سبحانا يعود له ... وقبلنا سبّح الجوديّ والجمد (٢)

وكذلك إن أردت سحرا من الأسحار صرفته، كما جاء فى التنزيل: {إِلاّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ} (٣).

وأمّا امتناعه من التصرّف فلأنه عدل من غير جهة العدل، فألزم النصب على الظرف، وذلك أن جهة العدل أن تعدل صيغة/عن صيغة مخالفة لها فى الزّنة، كعدل عمر عن عامر، وحذام وقطام عن حاذمة وقاطمة، وأحاد وثناء عن واحد واثنين، وأخر عن آخر من كذا.

والقسم الثالث: وهو الذى ينصرف ولا يتصرّف: أسماء (٤) أوقات ألزموها الظرفيّة فلم يرفعوها ولم يجرّوها، وهى: صباح وعشاء وضحوة وعتمة، تقول:

خرجت عتمة، وخرج زيد ضحوة وعشاء، إذا أردت ضحوة يومك أو يوم غيره بعينه، وكذلك تريد عتمة ليلتك أو ليلة بعينها، فلو رفعت شيئا من هذا أو خفضته فقلت: سير عليه عتمة أو ضحوة، أو خرجت فى عتمة، لم يجز؛ لأنهم لم يرفعوه ولم يجرّوه.


(١) فرغت منه فى المجلس الثانى والأربعين.
(٢) وهذا مثل سابقه. وكتب فى حاشية الأصل «نعوذ به» يشير إلى رواية فى «يعود له».
(٣) سورة القمر ٣٤.
(٤) راجع المقتضب ٤/ ٣٣٤، وانظر ما سبق.