للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: إن أصله: أوان، فحذفت منه الألف فصار فى التقدير: أون، فقلبت الواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، فقيل: آن، وإنما حكموا بحذف الألف دون الواو؛ لأن الألف زائدة والواو أصليّة.

وأمّا «متى» فاستفهموا بها، وشرطوا، فاستحقّت البناء لتضمّنها معنى الحرف الاستفهاميّ أو الشّرطيّ.

وأيّان بمعنى «متى» فى الاستفهام، ولم يشرطوا بها، وبنوها والآن على الفتح إتباعا للألف.

/وأمّا «قطّ» فإنّهم ضمّنوه معنى حرفين: معنى مذ وإلى؛ لأنهم أرادوا بقولهم: ما رأيته قطّ: ما رأيته مذ أوّل عمرى إلى الآن، فلقوّته بتضمّنه معنى حرف الابتداء فى الزّمان وحرف الانتهاء، حرّكوه بأقوى الحركات (١).

وأمّا «إذ وإذا» فلبنائهما علّتان، إحداهما: أنهما احتاجا إلى إضافة توضّح معنييهما، فأشبها بذلك بعض كلمة، وبعض كلمة لا يستحقّ إعرابا.

والعلّة الأخرى: أنهما افتقرا إلى إضافة إلى جملة، فأشبها بذلك حروف المعانى؛ لأن حرف المعنى لا يفيد حتى ينضمّ إلى جملة.

ول‍ «إذا» علّة أخرى، وذلك أنها ضمّنت معنى حرف الشّرط.

وأمّا الظّروف المكانيّة، فمنها «لدن»: وقد تقدّم ذكرها (٢).

ومنها «حيث» وهو من الظروف التى لزمتها الإضافة إلى جملة، فأشبه بذلك «إذ» تقول: جلست حيث زيد جالس، وحيث جلس زيد، كما تقول: خرجت إذ زيد جالس، ودخلت إذ جلس زيد، ويدلّك على أنها للمكان قولك: زيد حيث


(١) وهو الضمّ.
(٢) فى المجلسين: الحادى والثلاثين، والسابق.