للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن قدّمت صفة النّكرة عليها صار ما كان ضعيفا فى التأخير لا يجوز غيره، تقول: فى الدار قائما رجل، كما قال:

لعزّة موحشا طلل (١)

بطل (٢) كونه صفة لما تقدّم؛ لأنّ الصفة لا تكون إلاّ تابعة، والتابع لا يقع قبل المتبوع.

... قد ذكرنا من المعانى التى تعمل فى الحال الظروف، وتعمل فيها أيضا أسماء الإشارة وحرف التنبيه، تقول: ذا زيد مقبلا، وها زيد مقبلا، وهذا زيد مقبلا، وفى التنزيل: {وَهذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً} (٣) وفيه {وَهذا بَعْلِي شَيْخاً} (٤) وتقول: هاتا أمتك سافرة، وتلك هند جالسة، كما قال تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً} (٥) وتقول:

هذا أبوك مقبلا ومقبل، فرفعه من أربعة أوجه: أحدها: أن يكون خبرا بعد خبر.

والثاني: أن يكون خبر مبتدأ محذوف، فيكون الكلام فى تقدير جملتين، أى هو مقبل.

والثالث: أن تبدله من الأب، فكأنك قلت: هذا مقبل.

والرابع: أن تبدل الأب من هذا، فكأنك قلت: أبوك مقبل، وفى مصحف


(١) تكملته: يلوح كأنه خلل وهو لكثير عزة. ديوانه ص ٥٠٦، وتخريجه فيه، وهو بيت مفرد فى الديوان. وانظر كتاب الشعر ص ٢٢٠.
(٢) فى مطبوعة الهند: «وبطل»، ولم ترد الواو فى النّسخ الثلاث.
(٣) سورة الأنعام ١٢٦.
(٤) سورة هود ٧٢.
(٥) سورة النمل ٥٢.