للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من مجيئها من المضاف إليه، ولا مانع فى البيت من كون «مضاعفا» حالا من «الحلق»؛ لأننا نقول: حلق محكم ومحكمة.

والآخر: أنّ وصف «الحلق» بالمضاعف أشبه، كما قال (١):

يخببن بالحلق المضاعف والقنا

ويجوز أن تجعل «مضاعفا» حالا من المضمر فى «يتلهّب» و «يتلهّب» فى موضع الحال من «الحلق»، فكأنه قال: عليهم حلق الحديد يتلهّب مضاعفا (٢).

... وذكر أبو عليّ فى المسائل الشّيرازيات، فى قول أبى الصّلت الثّقفىّ:

اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... فى رأس غمدان دارا منك محلالا (٣)

أنّ «دارا» يجوز أن تكون حالا من المضاف، ويجوز أن تكون حالا من المضاف إليه، فإن جعلتها حالا من «الرأس» أعملت فيها «مرتفقا» وإن شئت أعملت فيها «اشرب» وإن جعلتها حالا من «غمدان» أعملت فيها ما فى الكلام من معنى الفعل. قال: ألا ترى أنه لا تخلو الإضافة فى الأمر العامّ من أن تكون بمعنى اللام أو بمعنى من، يعنى أنك تعمل فى الحال ما تتضمّنه الإضافة من معنى الاستقرار أو الكون، وإنما قال: فى الأمر العامّ، لخروج باب الحسن الوجه، من التقديرين؛ من حيث لا يصحّ: الحسن للوجه، ولا الحسن من الوجه.

والحال فى قول الجعديّ: «كأنّ حواميه مدبرا» أقرب إلى الصواب من قول تأبّط: «سلبت سلاحى بائسا» لأن الحوامى ما عن أيمان حوافره وشمائلها، فهى بعض المضاف إليه، وليس السلاح بعض ما أضيف إليه.


(١) المتنبى. وتقدّم فى المجلس الخامس والعشرين.
(٢) حكاه البغدادى عن ابن الشجرى. الخزانة ٣/ ١٧٣.
(٣) فرغت منه فى المجلس المذكور.