للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها:

وضاقت خطّة فخلصت منها ... خلاص الخمر من نسج الفدام

خطّة: حال صعبة. والفدام: مصفاة الخمر. ويقال: فدّام، بالتشديد.

قال أبو الفتح، بعد أن ذكر هذه الأبيات: ما قيل شعر فى وصف حال نهكت صاحبها واشتدّت به، ثم عاد إلى حال السّلامة، إلاّ وهذا أحسن منه. وقد ذكر عبد الصمد بن المعذّل الحمّى فى قصيدة رائيّة (١)، وليست فى طرز هذه، وإن كان عبد الصّمد حاذقا مخترعا غير مدفوع الفضل.

... وقال أبو الفتح بعد قوله:

وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السّقيم (٢)

ولكن تأخذ الآذان منه ... على قدر القرائح والعلوم

هذا كلام شريف، لا يصدر إلاّ عن فضل باهر.

القريحة: خالص الطّبع، وهى مأخوذة من قريحة (٣) البئر، وهو أوّل ما يخرج من مائها، ومن هذا قيل: ماء قراح، أى لا يخالطه غيره.

...


(١) انظرها فى الوساطة ص ١٢١،١٢٢، وديوان المعانى ٢/ ١٦٧،١٦٨، ومطلعها فى الوساطة: وبنت المنيّة تنتابنى هدوّا وتطرقنى سحره
(٢) ديوانه ٤/ ١٢٠.
(٣) فى كتاب البئر لابن الأعرابى ص ٥٨ «القريح». وجاء فى اللسان: «والقريحة والقرح: أول ما يخرج من البئر حين تحفر».