للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها:

ومن نكد الدّنيا على الحرّ أن يرى ... عدوّا له ما من صداقته بدّ (١)

... وقال أبو الفتح بعد إيراد قوله:

ولقد عرفت وما عرفت حقيقة ... ولقد جهلت وما جهلت خمولا (٢)

نطقت بسؤددك الحمام تغنّيا ... وبما تجشّمها الجياد صهيلا

أشهد بالله لو خرس بعد هذين البيتين لكان أشعر الناس، والسّلام.

... وقال أبو الفتح فى قوله:

نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنّئت الدّنيا بأنك خالد (٣)

لو لم يمدحه إلاّ بهذا البيت وحده لكان قد أبقى له مالا يخلقه الزّمان، وهذا هو المدح الموجّه؛ لأنه بنى البيت على أن مدحه باستباحة الأعمار، ثم تلقّاه فى آخره بذكر سرور الدنيا ببقائه واتّصال أيّامه.

وهذا البيت قد ذكرت ما فيه فيما تقدّم.

...


(١) ديوانه ١/ ٣٧٥.
(٢) ديوانه ٣/ ٢٤٤،٢٤٥.
(٣) فرغت منه فى المجلس الثامن والسبعين. وانظر اليتيمة ١/ ٢٠١.