للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما وصف أحد ما اعتوره من نوائب الدّهر بأحسن من قوله:

رمانى الدهر بالأرزاء حتّى ... فؤادى فى غشاء من نبال

فصرت إذا أصابتنى سهام ... تكسّرت النّصال على النّصال

وهل وصف واصف نساء بالجمع بين بكاء الفجيعة وبكاء الدّلال بأبرع من قوله:

أتتهنّ المصيبة غافلات ... فدمع الحزن فى دمع الدّلال

وهل أبّن شاعر امرأة بأبلغ من قوله:

ولو كان النّساء كمن فقدنا ... لفضّلت النّساء على الرجال

وما التأنيث لاسم الشمس عيب ... وما التذكير فخر للهلال

ومن هذه القصيدة فى المدح قوله:

فإن تفق الأنام وأنت منه ... فإنّ المسك بعض دم الغزال (١)

... وممّا جمع فيه بين الصّنعة وحسن المعنى، وهو من شوارد بدائعه، قوله:

أزورهم وسواد الليل يشفع لى ... وأنثنى وبياض الصّبح يغرى بى (٢)

قابل أزورهم بأنثنى، وسواد الليل ببياض الصّبح، ويشفع لى بيغرى بى.

...


(١) سبق هذا فى المجلس الحادى والثلاثين. وقوله «وأنت منه» هكذا جاء فى النّسخ الثلاث. والذى فى الديوان: وأنت منهم.
(٢) ديوانه ١/ ١٦١. ويرى الثعالبيّ أن هذا البيت أمير شعره. اليتيمة ١/ ١٩٣، ويستشهد به البلاغيون على «المقابلة» فى فنّ البديع. انظر تحرير التحبير ص ١٨١، ومعالم الكتابة ص ١١٢، وشرح الكافية البديعية ص ٧٥، وأنوار الربيع ١/ ٣٠٣،٥/ ٣٢٤، وانظر الصبح المنبى ص ١٦٢،٢٨٧.