وفسّر علىّ بن عيسى الرّبعىّ قوله:«من صائب استه» بأنه من ضعفه إذا رمى يصيب استه، فحمله على معنى قوله:
وآخر قطن من يديه الجنادل
وليس هذا القول بشىء؛ لأننا لم نجد فى الموصوفين بالضّعف من يرمى بحجر أو غير حجر مما ترمى به اليد فيصيب استه، وإنما هو مثل ضربه، فذكر تفصيل عائبيه، فقال: عابنى أراذل الناس، فمنهم من رمانى بعيب هو فيه، وهو الأبنة، فانقلب قوله عليه، فأصاب استه بالعيب الذى رمانى به. وآخر لم يؤثّر كلامه فى عرضى؛ لعيّه وحقارته، فهو كمن يرمى قرنه بسبائح القطن، أى الذين رمونى من هذين الصّنفين بهذين الوصفين.
... تمّت الأمالى التى أملاها الشريف النقيب ضياء الدين أبو السّعادات هبة الله ابن علىّ الشجرىّ البغدادىّ. رحمه الله.
وكتب أسعد بن معالى بن إبراهيم بن عبد الله. فى شهور سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. حامدا لله تعالى على نعمه، ومصليا على خيرته من خلقه محمّد النبىّ، وعلى آله وصحبه، ومسلّما. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بلغ العرض على أصله المنقول منه، فصحّ والله الموفّق (١) ...
(١) هذا ختام نسخة الأصل. وختام النسخة ط: «تم الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيّدنا محمد خاتم النبيّين، -