للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمرو جميعا (١). وقد ثبت أن ابن الشجرى كان يقرئ. «أمالى ثعلب»، وقد أقرأ جزءا منها للحافظ أبى سعد السمعانى (٢).

وقد استجاد ابن الشجرى رأى الكوفيين فى تعليق {عَلَيْكُمْ} من قوله تعالى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} قال (٣): فإن علقت {عَلَيْكُمْ} بحرّم، فهو الوجه، لأنه الأقرب، وهو اختيار البصريين، وإن علقت بأتل، فجيّد، لأنه الأسبق، وهو اختيار الكوفيين.

ولم يمنع ابن الشجرى من تقدير الكوفيين فى إعراب «أجرّبه» من قول المتنبى:

أتأذن لى ولك السابقات ... أجرّبه لك فى ذا الفتى

قال (٤): وفى قوله: «أجرّبه» حذفان، لأن الأصل: فى أن أجرّبه، فحذف الجار، وحذف «أن» فارتفع الفعل، ولو نصبته بتقدير «أن» لجاز، على المذهب الكوفى.

ثم رأيته يتابع الكوفية غير مصرح، فمن ذلك:

توجيه إعراب «فاه» من قولهم: «كلمته فاه إلى فىّ»، قال (٥):

«فالجواب أن «فاه» عند النحويين منتصب بمحذوف مقدر، وذلك المحذوف كان هو الحال فى الحقيقة، وهذا المنصوب المعرفة قائم مقامه، وتقديره: «جاعلا فاه» إلى فىّ. وقد ذكرت فى حواشى التحقيق، نقلا عن ابن يعيش وأبى حيان، أن هذا من تقدير الكوفيين.

وقال (٦) فى إعراب {لِمَنْ كانَ} من قوله تعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي}


(١) المجلس الثانى والثلاثون.
(٢) مرآة الجنان ٣/ ٢٧٥.
(٣) المجلس الثامن.
(٤) المجلس الحادى والثلاثون.
(٥) المجلس الثالث والعشرون.
(٦) المجلس الحادى والأربعون.

<<  <  ج: ص:  >  >>