للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نظر فى هذا إلى قول ابن الرومى:

كالقوس تصمى الرمايا وهى مرنان

وفى شرحه لقصيدة بشر بن عوانة، قال فى (١) بيته:

إذن لرأيت ليثا أمّ ليثا ... هزبرا أغلبا لاقى هزبرا

أخذ البحترى هذا البيت لفظا ومعنى، فى قوله:

هزبر مشى يبغى هزبرا وأغلب ... من القوم يغشى باسل الوجه أغلبا

وذكر فى شرح بيت المتنبى:

لو كان ما تعطيهم من قبل أن ... تعطيهم لم يعرفوا التأميلا

قال (٢): التقدير: لو كان لهم الذى تعطيهموه من قبل أن تعطيهم إياه، لم يعرفوا التأميل، لأن ذلك كان يغنيهم عن التأميل، وقد كشف أبو نصر بن نباتة هذا المعنى، وجاء به فى أحسن لفظ، فى قوله:

لم يبق جودك لى شيئا أؤمّله ... تركتنى أصحب الدّنيا بلا أمل

ومثله لأبى الفرج الببغاء:

لم يبق جودك لى شيئا أؤمله ... دهرى لأنك قد أفنيت آمالى

وكان أبو الفرج وابن نباتة متعاصرين، فلست أعلم أيّهما أخذ من صاحبه.

ومن الموازنات ما أورده ابن الشجرى فى المجلس الثامن والسبعين، عن الشعراء الذين ذكروا الطير التى تتبع الجيش، لتصيب من لحوم القتلى، وقد أغار فى هذا الفصل على كلام القاضى الجرجانىّ فى «الوساطة»، وقد أشرت إليه فى حديثى عن مصادر ابن الشجرى.


(١) المجلس الرابع والستون. وراجع الكلام على قصيدة بشر فى حديث الشواهد الشعرية، وإذا صح أن «بشرا» هذا شخصية وهمية اخترعها بديع الزمان الهمذانى، وأجرى على لسانها هذه الأبيات، إذا صح هذا فيكون بديع الزمان هو الذى أخذ البيت لفظا ومعنى من البحترى، إذ كان بديع الزمان توفى سنة ٣٩٨، والبحترى سنة ٢٨٤.
(٢) المجلس الرابع والسبعون.

<<  <  ج: ص:  >  >>