للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والأقيس عندى: أن يكون (١) حرف الظرف حذف أولا، فجعل الظرف مفعولا [به] (٢) على السّعة، كما قال (٣):

ويوم شهدناه سليما وعامرا ... قليل سوى الطّعن النّهال نوافله

وكقول الآخر:

فى ساعة يحبّها الطّعام (٤)

أراد شهدنا فيه، ويحبّ فيها، ثم حذف الجارّين توسّعا، والأصل:

لا تجزى فيه، ثم لا تجزيه، ثم لا تجزى، وإنما (٥) جاز حذف الجارّ من ضمير الظرف كما جاز حذفه من مظهره، إذ كنت تقول: قمت فى اليوم، وقمت اليوم،


= والذى نسبه ابن الشجرى إلى سيبويه من تجويزه الأمرين، لم أجده فى الكتاب المطبوع، والذى وجدته حذف «فيه» فقط، وهذه عبارته فى الموضع الذى ذكرته: «كما قال سبحانه: يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ أضمر فيه». وقد نص ابن هشام على هذا، فقال فى الموضع الثانى من المغنى: «وعن سيبويه أنهما حذفا دفعة». وقد تعقّب ابن هشام ابن الشجرىّ، فيما حكاه فى المسألة، فقال فى الموضع الأول: «وهو مخالف لما نقل غيره»، وقال فى الموضع الثانى: «وهو نقل غريب».
(١) هذا اختيار لرأى الكسائىّ السابق، وقد نصّ عليه ابن هشام فى الموضع الثانى.
(٢) ليس فى هـ‍.
(٣) هو رجل من بنى عامر، كما فى الكتاب ١/ ١٧٨، والبيت من غير نسبة فى المقتضب ٣/ ١٠٥، والكامل ١/ ٣٣، والشعر ص ٤٥، وشرح الحماسة ص ٨٨، والمقرب ١/ ١٤٧، والتبصرة ص ٣٠٨، ٥٢٩، ومجمع الأمثال ١/ ١٢، وشرح ديوان المتنبى المنسوب خطأ إلى العكبرى ١/ ٢٩٩، وإعراب القرآن المنسوب خطأ إلى الزجاج ص ٤٥٠، والمغنى ص ٥٠٣، وشرح أبياته ٧/ ٨٤، واللسان (جزى). وفى حواشى المقتضب تخريجات أخرى. وأعاده ابن الشجرى فى المجلسين الثامن والعشرين، والثالث والثمانين.
(٤) معانى القرآن ١/ ٣٢، والكامل ١/ ٣٤، وتفسير الطبرى ٢/ ٢٦، والأضداد لأبى الطيب ص ٧٣٢، ومعجم الشواهد ص ٥٣٦، وأعاده المصنف فى المجلسين المذكورين قبل. وجاء بهامش الأصل: «قال شيخنا ابن هشام، أبقاه الله سبحانه: لا دليل فى هذا البيت ولا فى الذى قبله على مدّعاه، وهو الجار [هكذا، ولعله: وهو الحذف] على التدريج، غاية ما فيه أنه حذف حرف الجرّ منهما وأبقى مجروره، ومدّعاه إذا حذفهما على التدريج. من خط تلميذ المولى ابن هشام».
(٥) فى هـ: فإنما.