للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيل: إنه أراد هجوت آخرهم كما هجوت أولهم، أى ألحقت آخرهم بأولهم فى الهجاء، ويقال: خوت النجوم: إذا سقطت فلم يكن عن سقوطها مطر.

ويدلك على أنه أراد بألاهم أولاهم أمران، أحدهما: معادلتها لأخراهم، ومثله قول أميّة بن أبى الصّلت (١):

وقد علمنا لو أنّ العلم ينفعنا ... أن سوف تلحق أخرانا بأولانا

/ومثله فى كتاب الله عزّ وجلّ: {قالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ} (٢).

/والثانى: أنها لا تخلو من أن يكون المراد بها ما ذكرته، أو تكون «ألى» المبهمة التى فى قول الأعشى (٣):

هاؤلا ثم هاؤلا كلاّ اعطي‍ ... ت نعالا محذوّة بنعالى

أو تكون التى (٤) بمعنى الذين، كقول بشر (٥):


= الصورة الثالثة، قال فى الخزانة ١١/ ٣٠٧: «ومتتائع بالهمز؛ لأنه اسم فاعل من التتايع، بالمثناة التحتية. قال فى الصحاح: التتايع: التهافت فى الشرّ واللجاج، ولا يكون التتايع إلاّ فى الشرّ». وجاء بحاشية الخزانة، طبعة بولاق ٤/ ٥٢٦ «قوله ومتتائع بالهمز الخ فى ذلك نظر ظاهر». وقال شيخنا عبد السلام هارون، رحمه الله ورضى عنه فى حواشى طبعته: «المعهود أن يعامل هذه المعاملة اسم الفاعل من الثلاثى المعتل، أما نحو المتبايع من التبايع، والمتساير من التساير، فلا تقلب فيه الياء همزة، وفى الحديث: «المتبايعان بالخيار»، وذلك لأن عين الفعل من تبايعا وتتايعا وتسايرا لم تعلّ، فهى نحو عين وعور، فهو عاين وعاور». انتهى كلام شيخنا، وانظر هذه المسألة التصريفية فى الكامل ص ١٠٨٩. ويبقى أن أقول: إن الرواية فى ديوانه (طبع بغداد) «متتائع» بالهمز، أما فى طبعة فينا (ضمن الصبح المنير فى شعر أبى بصير. وهو المسمى ديوان الأعشين) فهى «متتايع» بالياء التحتية، وهو الصواب إن شاء الله، على ما يقتضيه حق التصريف. واعلم أن شعر الأسود بن يعفر وضع مع شعر الأعشين؛ لأنه عرف بأعشى بنى نهشل.
(١) ديوانه ص ٥١٧، وأعاده المصنف فى المجلسين: الثانى والستّين، والتاسع والسبعين. وانظر كتاب الشعر ص ٤٢٢، وسياقه يؤذن بأن ابن الشجرى ينقل عن أبى على.
(٢) سورة الأعراف ٣٩، وتلاوة الآية الكريمة: «وقالت» لكنّ ترك الواو والفاء ونحو هما فى أول الاستشهاد جائز، وقد جرى الإمام الشافعىّ على هذا النحو فى ثلاثة مواضع من «الرسالة». راجع حواشى الحيوان ٤/ ٥٧، ومجالس ثعلب ص ٥٥٥، والفصول الخمسون ص ١٦٥، ومنال الطالب ص ٤٦٨.
(٣) ديوانه ص ١١، والقافية فيه: «بمثال». وانظر كتاب الشعر ص ٤١٦، وحواشيه.
(٤) فى هـ‍ «أو يكون بمعنى الذين».
(٥) فى النسختين: الأصل وهـ‍: «كقول عبيد»، ولم أجده فى ديوان عبيد بن الأبرص المطبوع. -