للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غير الأعلام قولهم لمكيال الخلّ: راقود-وقال بعض اللغويين-: الراقود (١) ما يجعل فيه الخلّ، ويسمّى الخابية.

وإحدى الواوين من داود وما أشبهه، كطاوس وناوس وهاون محذوفة من الخطّ، لأنهم يكرهون تكرير الأشباه فى كلمة.

وسليمان مصغّر سلمان، وكلّ اسم آخره ألف ونون زائدتان، فتصغيره محمول على تكسيره، فإن علمت أن العرب كسّرته فقلبت ألفه فى التكسير ياء، وأثبتت نونه، فجاءت به على مثال فعالين، حملت تصغيره على تكسيره، فصغّرته على مثال فعيلين، كقولك فى سلطان وسرحان وورشان (٢): سليطين وسريحين ووريشين، لقولهم: سلاطين وسراحين ووراشين، فإن لم تعلم العرب كسّرته على هذا الحدّ أقررت ألفه فجئت به على مثال فعيلان، كقولك فى سكران وعثمان وسلمان: سكيران وعثيمان وسليمان، لأنهم لم يقولوا: سكارين ولا عثامين ولا سلامين، وإن شئت حذفت الألف من سليمان فى الخطّ لطوله بالحرف السادس.

و «نعم» من الألفاظ الموضوعة لغاية المدح، فلذلك مدح الله به نفسه فى قوله: {هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (٣) ومدح بها أنبياءه، فقال فى سليمان وأيّوب: {نِعْمَ الْعَبْدُ} وأراد نعم العبد سليمان، ونعم العبد أيّوب، ولكنّ المقصود بالمدح قد يحذف تخفيفا إذا تقدّم ذكره، وحذفه يقوّى قول من يرى رفعه بالابتداء، لأنك إن جعلته خبر مبتدأ مقدّر، كان الحذف واقعا بجملة، وحذف المفرد أسهل من حذف الجملة.


(١) ذكره الجواليقى فى المعرب ص ١٦٠، قال: «والراقود: إناء من آنية الشراب، أعجمى معرب». وانظر الجمهرة ٢/ ٢٥٣،٣/ ٣٩٠، والنهاية ٢/ ٢٥٠.
(٢) السّرحان بكسر السّين: الذئب. والورشان، بفتح الواو والراء: طائر.
(٣) الآية الأخيرة من سورة الحج.