للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبدا وقد أخذت أمّهم فذهبت بها يمينا وشمالا، فقال الناس فى ذلك ما شاءوا أن يقولوا، «وإنّ حسبك من شرّ سماعه»، فأرسلتها مثلا (١)، فعرف قيس ما قالت، فخلّى سبيلها، ثم اطّرد إبلا لبنى زياد، فقدم بها مكّة، فباعها من عبد الله بن جدعان التّيمىّ معاوضة بأدراع وسيوف، ثم جاور ربيعة بن قرط بن سلمة بن قشير، وهو ربيعة الخير، ويكنى أبا هلال، وقيل: هو ربيعة بن قرط بن عبد (٢) بن أبى بكر بن كلاب.

وقال قيس فى ذلك:

ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بنى زياد

ومحبسها على القرشىّ تشرى ... بأدراع وأسياف حداد

كما لاقيت من حمل بن بدر ... وإخوته على ذات الإصاد

هم فخروا علىّ بغير فخر ... وردّوا دون غايته جوادى

وكنت إذا منيت بخصم سوء ... دلفت له بداهية نآد

بداهية تدقّ الصّلب منه ... فتقصم أو تجوب على الفؤاد

أطوّف ما أطوّف ثم آوى ... إلى جار كجار أبى دؤاد

تظلّ جياده يعسلن حولى ... بذات الرّمث كالحدإ الغوادى

كفانى ما أخاف أبو هلال ... ربيعة فانتهت عنّى الأعادى

كأنّى إذ أنخت إلى ابن قرط ... أنخت إلى يلملم أو نضاد


(١) دللت على مكانه فى مجمع الأمثال، وتأويله عند الميدانى: كفى بالمقالة عارا وإن كان باطلا.
(٢) فى جمهرة الأنساب ص ٢٨٣: عبد الله.