للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالسّور» ونحو: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (١) وهى ومجرورها على القول الأول فى موضع النصب، لا متعلقة بتنمى.

وقوله: «كما لاقيت» العامل فيه محذوف، تقديره: لاقيت منهم كما لاقيت من حمل بن بدر، ومثله فى حذف الفعل منه للدّلالة عليه قول يزيد بن مفرّغ الحميرىّ (٢):

لا ذعرت السّوام فى وضح الصّب‍ ... ح مغيرا ولا دعيت يزيدا

يوم أعطى من المخافة ضيما ... والمنايا يرصدننى أن أحيدا

طالعات أخذن كلّ سبيل ... لا شقيّا ولا يدعن سعيدا

أراد: لا يدعن شقيّا، فحذف.

فأما قوله تعالى جدّه: {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} (٣) فهذا التشبيه فى الظاهر كأنه منقطع مما قبله، لأنه جاء بعد قوله: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٤) ثم وصف المؤمنين فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ* أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (٥) [ثم قال (٦)]: {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ}.


(١) سورة البقرة ١٩٥.
(٢) ديوانه ص ٧٢، والخزانة ٨/ ٣٦٧، حكاية عن ابن الشجرى، والبيت الأول فى الخصائص ٣/ ٢٧٣.
(٣) الآية الخامسة من سورة الأنفال.
(٤) أول سورة الأنفال.
(٥) سورة الأنفال:٢ - ٤.
(٦) ليس فى هـ‍.