للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مبتدأ محذوف، أى أرواحك رواح مودّع؟ فعلى هذين التقديرين يرتفع «أنت» بفعل مضمر يفسّره «انظر» وإن شئت رفعته بتقدير: أم ذو بكور أنت؟ وإن شئت رفعته بالمصدر الذى هو «بكور» رفع الفاعل بفعله، كقولك: أم بكور زيد، بتقدير: أم أن يبكر زيد، وإن شئت جعلته فى قول أبى الحسن الأخفش (١) مبتدأ وخبره «فانظر» والفاء زائدة، وإلى هذا ذهب فى قوله تعالى: {وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما} (٢) وسيبويه (٣) وغيره من البصريين قدّروا الخبر: فيما فرض عليكم، أو فيما يتلى عليكم: السارق والسارقة، أى حدّ السارق والسارقة.

قال أبو علىّ: إذا قلت: زيدا فاضرب، فزيد منصوب بهذا الفعل، وليست الفاء بمانعة من العمل، وتسمّى هذه الفاء معلّقة، كأنها تعلّق الفعل المؤخّر بالاسم المقدّم، فهى تشبه الزائدة، ويدلّك على أن العامل هو هذا الفعل قولك: بزيد فامرر، لأن (٤) الباء لا بدّ لها من شيء تتعلّق به.

...


(١) معانى القرآن له ص ١٢٤، وانظر كتاب الشعر ص ٣٢٦، وسترى أن ابن الشجرى قد سلخ كلام أبى علىّ فى هذه الأعاريب.
(٢) سورة المائدة ٣٨.
(٣) الكتاب ١/ ١٤٣، وانظر معانى القرآن للفراء ١/ ٣٠٦، وإعراب القرآن للنحاس ١/ ٤٩٥، والبحر المحيط ٣/ ٤٧٦.
(٤) فى هـ‍: فإن الباء لا بدّ لها من متعلّق به.