للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا فى النسب إلى طيّىء: طائىّ وطيّىء، فيعل، وكان قياسه طيّئىّ، مثل طيّعىّ، كقولك فى النّسب إلى سيّد: سيّدىّ، فقلبوا الياء ألفا بوجود أحد شرطيها، وهو انفتاح ما قبلها، وإذا كانوا قد قلبوا [الياء (١)] الساكنة ألفا مع انكسار ما قبلها، فقالوا فى النّسب إلى الحيرة: حارىّ، فقلبها مع وجود الفتحة قبلها أسهل.

وقال بعض البصريّين، وهو أيضا مأثور عن الخليل: أصل كائن: كأيّن، وذلك أنهم قدّموا الياء الأولى وهى الساكنة المدغمة على الهمزة، فانفتحت الياء بانفتاح الهمزة، وسكنت الهمزة بسكون الياء، فصار: كيأين، مثل كيعين، فلما تحرّكت الياء وقبلها فتحة الكاف انقلبت ألفا، والهمزة بعدها ساكنة، فحرّكت الهمزة بالكسر لالتقاء الساكنين، فصادفت كسرتها كسرة الياء بعدها، فاستثقلوا أن يقولوا: كائين، كما استثقلوا أن يقولوا: مررت بقاضى، فأسكنوا الياء فصادف سكونها سكون النون بعدها، فوجب حذفها لالتقاء الساكنين، كما وجب حذف الياء من قاض لسكونها وسكون التنوين، فحذفوها فاتّصلت الهمزة بالنون، فصار كائن مثل قاض.

فأما قوله: «يرانى لو أصبت هو المصابا» فمعنى يرانى: يعلمنى، والمراد بالمصاب المصيبة، كقولهم: جبر الله مصابك-أى مصيبتك-وهو فى الأصل مصدر بمعنى الإصابة، ومن ذلك قول الشاعر (٢):

أظليم إنّ مصابكم رجلا ... أهدى السّلام تحيّة ظلم

أراد إن إصابتكم رجلا.

وقوله: «هو» فصل، وهو الذى يسمّيه الكوفيون/عمادا، وهذا الضّرب


(١) وهذا أيضا ساقط من هـ‍.
(٢) هو الحارث بن خالد المخزومى. وقيل العرجىّ. الأغانى ٩/ ٢٢٦، ومجالس ثعلب ص ٢٢٤، والأصول ١/ ١٣٩، وتفسير الطبرى ١/ ١١٦، والتبصرة ص ٢٤٥، وشرح الجمل ٢/ ٢٧، وشرح أبيات المغنى ٧/ ١٥٨. وديوان العرجى ص ١٩٢.