للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقالوا أيضا: آكام، فيجوز أن يكون جمع أكم، كجبل وأجبال، ويجوز أن يكون جمع أكم، كبرد وأبراد، وقالوا أيضا: آكم، فهذا جمع أكم، على سبيل الشذوذ، كقولهم فى جبل: أجبل، قال:

إنّى لأكنى عن أجبال بأجبلها ... وذكر أودية عن ذكر واديها (١)

ومسحّج: مكدّم، كدّمته الحمر، ويقال: رابنى الأمر: إذا أدخل [عليك (٢)] شكّا وخوفا.

والوحام والوحم: أن تشتهى المرأة شيئا على حبلها، وقد وحّمناها: أى أطعمناها شهوتها، ووحام الأتان: أن تشتهى المرعى، ومسحّج رفع بيعلو، أى يعلو بالأتان حدب الأكام حمار مسحّج.

فإن قيل: فهل يجوز إسناد «يعلو» إلى ضمير الحمار، ونصب «مسحّج» على الحال؟

قيل: ليس ذلك بممتنع، ولكنّ العرب كثيرا ما تدع هذا وتسند الفعل إلى صفة النكرة المحذوفة، كقوله:

خود إذا قامت إلى خدرها ... قامت قطوف الخطو مكساله (٣)

أى قامت امرأة قطوف الخطو، فأمّا قول الله تعالى: {وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ} (٤) فليس من هذا الفنّ، ولا يحسن نصب «مبارك» على الحال من الهاء فى «أنزلناه» لأن رفعه يوجب أن يكون مباركا قبل إنزاله، وفى وقت إنزاله، وبعد إنزاله، ونصبه يوجب أن يكون مباركا فى وقت إنزاله خاصّة.


(١) الكامل ١/ ٦٠، والمقتضب ٢/ ٢٠٠، والخصائص ٣/ ٥٩،٣١٦، والبيت مع ثلاثة أخر فى الأغانى ٥/ ٣٣٤، ونسبها أبو الفرج لأعرابى.
(٢) ساقط من هـ‍.
(٣) لم أعرفه.
(٤) سورة الأنعام ٩٢،١٥٥.