للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: «ومسكنها» ترك إضمار الدار إلى إضمار سلمى، وقوله: «إلى شعب» الشّعب (١): جمع شعبة، وهو مسيل من ارتفاع إلى بطن الوادى، أصغر من التّلعة.

وقوله: «أقامت به البردين» أضمر المسكن بعد إضمار الشّعب، وأراد بالبردين طرفى الشّتاء، والبردان أيضا: الغداة والعشىّ.

وقوله: «وأبيض كالإغريض» شبّه ثغرها بالإغريض، وهو الطّلع. وسليم وعامر اللذان ذكرهما: سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن (٢) عيلان، وعامر ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

وقوله: ودقّوا بينهم عطر منشم: أراد امرأة من خزاعة يقال لها: منشم (٣) بنت الوجيه، كانت تبيع العطر فى الجاهليّة، فلما وقعت الحرب بين جرهم وخزاعة كانت إذا حضر القتال تجيء بالطّيب مدقوقا فى الأوعية فتطيّب به فتيان خزاعة، فكان من مسّ من ذلك الطّيب شيئا لم يرجع من يومه حتى يبلى، فإمّا أن يحمل جريحا، أو يقتل، فضربت العرب المثل بعطرها فى الشّؤم، قال زهير للحارث بن عوف، وهرم بن سنان المرّيّين:

تداركتما عبسا وذبيان بعد ما ... تفانوا ودقّوا بينهم عطر منشم (٤)


(١) فى هـ‍ «والشعب» بإقحام الواو.
(٢) هكذا ثبتت «بن» هنا بين «قيس وعيلان» وحذفت بعد قليل. قال ابن حزم فى الجمهرة ص ١٠: «وقد قال قوم: «قيس بن عيلان بن مضر، والصحيح: قيس عيلان». وحول هذا كلام كثير، انظره فى التاج (قيس) ١٦/ ٤١٧، وفهارس الجمهرة.
(٣) الأقاويل فيها كثيرة. انظر المعارف ص ٦١٣، والدرة الفاخرة ص ٢٤٣، وثمار القلوب ص ٣٠٨، ومجمع الأمثال ١/ ٣٨١ (ما جاء على أفعل من باب الشين: أشأم من عطر منشم)، واللسان (نشم). وفى شرح القصائد السبع ص ٢٦١، عن ابن الكلبىّ: «منشم امرأة الوجيه الحميرى».
(٤) ديوان زهير ص ١٥، وشرح القصائد السبع، الموضع السابق.