للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنى لأخشى إن رحلت إليهم ... عليك الذى لاقى يسار الكواعب

رفع قافية وجرّ أخرى، وهذا يسمّى الإقواء، من قولهم: أقوى الحابل: /إذا جاء بقوّة من قوّى الحبل تخالف سائر قواه (١).

وقيل: منشم: امرأة كانت بالبحرين، دقّت عطرا لقوم فتحالفوا عليه وغمسوا أيديهم فيه، ثم وقع بينهم شرّ بعد ذلك، فتشاءموا بذلك العطر.

وقيل: منشم: امرأة كان لها خلم، يعنى صديقا، فشمّ زوجها من رأس خلمها رائحة دهنه وعطره، وقد كان اتّهمه بها، فحقّق عند ذلك ما وقع فى ظنّه، فقتله، فوثب قومه على زوجها فقتلوه، فوقعت بين قوميهما الحرب حتى تفانوا، فضربت العرب بها المثل فى الشّؤم.


= وقد حكى التبريزى عن أبى العلاء المعرّى، قال: «والذى أذهب إليه أن قوله: «فخاطب» أمر لجرير، من قولهم: خاطبهم يخاطبهم خطابا، كما تقول للرجل إذا لمته على الشىء فسكت: تكلّم، أى هات حجّتك على ما فعلت» قال شيخنا محمود محمد شاكر حفظه الله، تعليقا عليه: يريد أبو العلاء أن يرفع الإقواء، فتكلّف تكلّفا. هذا وقد جاء بهامش أصل الأمالى حاشية من كلام تاج الدين الكندى، هذا نصّها: «هذان البيتان يرويان للفرزدق بهذا اللفظ على الإقواء، وليسا كذلك، والصواب أنهما، على ما تتبّعته من شعرهما فى النقائض: أن الفرزدق أجاب جريرا عن قصيدة بائية مرفوعة، يعيّره فيها بتزوج حدراء، وهى نصرانية، وقصيدة الفرزدق على وزنها ورويّها، إلا أنها مجرورة، وأحد البيتين بعد الآخر بأبيات، الأول منهما: ألست إذا القعساء أنسل ظهرها إلى آل بسطام بن قيس بخاطب والثانى: وإنى لأخشى إن خطبت إليهم عليك الذى لاقى يسار الكواعب وكنت قديما أرويهما كما رواهما مشايخنا، فلما تتبّعت شعريهما. . .» وهنا ذهب بقية كلام الكندى فى التصوير. وانظر قصيدة جرير المشار إليها فى النقائض ص ٨٠٧.
(١) فلما خالفت القافية سائر قوافى القصيدة معها باختلاف حركات المجرى، قيل: أقوى، أى خالف بين قوافيه. الكافى للتبريزى ص ١٦١، وقيل الإقواء من قولهم: أقوى الربع: إذا عفى وتغيّر وخلا من سكّانه، فكذلك الروىّ تغيّرت جريته، وخلا من حركته. العيون الغامزة ص ٢٤٧.