للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمضى (١) ... وقدّمها وكانت عادة

منه إذا هى عرّدت إقدامها

وإنما استجاز تأنيث الإقدام لتأنيث خبره، لأن الخبر إذا كان مفردا فهو المخبر عنه فى المعنى، وقد قيل فى الآية وفى بيت لبيد قول آخر، وذلك أنهم حملوا «أن قالوا» على معنى المقالة، وحملوا الإقدام على معنى التّقدمة، فجاء التأنيث فى فعليهما، كما جاء تأنيث فعل العذر فى قول حاتم (٢):

أماوىّ قد طال التجنّب والهجر ... وقد عذرتنى فى طلابكم العذر

لأنه ذهب به مذهب المعذرة (٣)، والقول الأول هو المأخوذ به، والثانى قول الكسائىّ، وليس فى بيت أعشى تغلب إلا ما ذكرناه أوّلا، فيجب أن يكون العمل عليه.

وقوله: «وكائن دفعنا عنكم» قد تقدم القول فى أصل كائن (٤)، ومعناها، وموضعها نصب بدفعنا، لأنه غير مشغول عنها، وقوله: «من عظيمة» تبيين لها، وقوله: «ولكن أبيتم لا وفاء ولا شكر» حذف مفعول «أبيتم» وكذلك حذف خبر المبتدأ الذى هو «وفاء» والتقدير: أبيتم أن تفوا (٥) لنا وتشكروا، فلا وفاء عندكم ولا شكر-آخر المجلس.

...


(١) فى هـ‍: «فمضت» وما فى الأصل مثله فى الديوان، والضمير راجع إلى حمار قدّم الأتن. وغرّد: ترك القصد وانهزم.
(٢) ديوانه ص ٢٠٩، وتخريجه فى ص ٣٥٤، وضرائر الشعر ص ٢٧٥، والمذكر والمؤنث ص ٦٠٩.
(٣) ردّ هذا ابن عصفور، فى الضرائر.
(٤) فى المجلس السادس عشر.
(٥) فى هـ‍: أبيتم أن تقولوا لنا وتشكر.