للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحور قد لهوت بهنّ عين ... نواعم فى البرود وفى الرّياط

فالفاء جواب الشرط كما ترى، فلا بدّ أن يكون التقدير: فربّ ذى حنق، / وفربّ حور، لأن الفاء لم توجد جارّة فى شيء من كلامهم.

قال أبو علىّ: «وقد (١) انجرّ الاسم بعد «بل» فى قوله (٢):

بل بلد ملء الفجاج قتمه

فلو كان الجرّ بالواو دون ربّ المضمرة، لكان الجرّ فى قوله: «بل بلد» ببل، قال: وهذا لا نعلم أحدا به اعتداد يقوله».

وقوله:

وجرد يعله الدّاعى إليها

يقال: علهت إلى الشىء: إذا نازعتك نفسك إليه.

وقوله:

متى ركب الفوارس أو متالا

تقديره: أو متى (٣) لا ركبوا، ولا ركبوا بمعنى لم يركبوا، كما جاء فى التنزيل: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلّى} (٤) أى فلم يصدّق ولم يصلّ، ومثله:

إن تغفر اللهمّ تغفر جمّا ... وأىّ عبد لك لا ألمّا (٥)


(١) قاله فى كتاب الشعر ص ٥١.
(٢) رؤبة. ديوانه ص ١٥٠، وتخريجه فى كتاب الشعر ص ٥٠. ويأتى فى المجلس الثالث والأربعين.
(٣) جاءت العبارة فى هـ‍ هكذا: «أو متى لا تركبوا كما جاء فى التنزيل. . .». وقد تكلم ابن الشجرىّ على استعمال «لا» بمعنى «لم» فى المجلسين: الخامس والخمسين، والسابع والستّين.
(٤) سورة القيامة ٣١، وانظر مجاز القرآن ٢/ ٢٧٨، وتفسير القرطبى ١٩/ ١١٣.
(٥) أنشد ابن الشجرى الشطرين فى المجلس الخامس والخمسين من غير نسبة، ونسبهما لأبى خراش الهذلى فى المجلس السابع والستين. والبيتان ينسبان إلى أبى خراش، وإلى أمية بن أبى الصلت، وهو الأكثر. انظر ما ينسب إلى أبى خراش فى شرح أشعار الهذليين ص ١٣٤٦، وديوان أمية ص ٢٦٤،٢٦٥، ومعجم الشواهد ص ٥٣٠.