للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيض مرازبة غلب أساورة ... أسد تربّب فى الغيضات أشبالا

حملت أسدا على سود الكلاب فقد ... أضحى شريدهم فى البحر فلاّلا (١)

اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... فى رأس غمدان دارا منك محلالا (٢)

/ثمّ اطّل المسك (٣) ... إذ شالت نعامتهم

وأسبل اليوم فى برديك إسبالا

هذى المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (٤)

الوتر: الذّحل، قال يونس: أهل العالية يقولون: الوتر، بالكسر، فى العدد والذّحل، وتميم تقول: وتر، بالفتح فيهما.

وكان ذو يزن ملكا، وإليه نسبت الرّماح اليزنيّة.

وأذواء اليمن كان منهم ملوك، ومنهم أقيال، والقيل: دون الملك، فمن الأذواء الأوائل: أبرهة ذو المنار، وابنه عمرو، ذو الأدعار، والمنار: مفعل من النّور (٥)، والأدعار: جمع عود دعر (٦)، وهو الكثير الدّخان، وقيل هو: الأذعار بالذال المعجمة (٧)،


(١) فى الأصل «ضلالا». وأثبت ما فى هـ‍، والديوان. وسيأتى.
(٢) هذا هو البيت الشاهد. وقد أنشده ابن الشجرى فى المجالس: الثالث والعشرين، والخامس والعشرين، والحادى والسبعين، والسادس والسبعين.
(٣) فى هـ‍: «بالمسك» وفى الديوان: «واطل بالمسك». وما فى الأصل مثله فى الشعر والشعراء ص ٤٦٢، وراجع حواشى طبقات فحول الشعراء.
(٤) ينسب هذا البيت إلى النابغة الجعدى. وهو آخر قصيدة فى ديوانه ص ١١٢. وممّن صحّح نسبته إليه ابن هشام فى السيرة النبوية ١/ ٦٦. وهذا البيت من الشواهد النحوية على أن «لا» من وضعها أن تخرج الثانى عمّا دخل فيه الأول. يريد أن هذه الأمور الكريمة هى التى يصحّ أن توصف بأنها مفاخر، وليس مما يجوز له هذا الوصف قعبان من لبن. والقعب: القدح. شرح المفصل ٨/ ١٠٤.
(٥) قال ابن دريد فى الاشتقاق ص ٥٣٢: «وذو المنار هو أول من بنى الأميال على الطرق، فسمّى ذا المنار». والأميال: جمع ميل، بكسر الميم، وهو منار يبنى للمسافر فى مرتفعات الأرض.
(٦) بفتح الدال وكسر العين، كما قيده البغدادىّ فى الخزانة ٢/ ٢٩٠.
(٧) فى هـ‍ «بالذال المعجمة جمع ذعر» وجاء بهامش الأصل: «هو ذو الأذعار، بذال معجمة لا غير، وذلك أنه حمل معه إلى اليمن نسناسا ذعر الناس منه، فسمّى ذا الأذعار. والدال المهملة تصحيف، وسمعت أنه أنكر عليه ببغداد فأصر». وما فى هذه الحاشية ساقه البغدادى فى الخزانة، ولم يذكر قائله. وفى الخزانة «فأصر عليه». وقال ابن دريد فى الموضع المذكور من الاشتقاق: «ويزعم ابن الكلبىّ أنه سمّى-