كتاب أمالي ابن الشجري ت الطناحي

المجلس الثامن والعشرون - مسألة - ج: 1 - ص: 291

كلا غلاميك منطلق، وكلتا جاريتيك حاضرة، وكلاهما أكرمته، وكلتاهما رأيتها ونحو:

أكاشره وأعلم أن كلانا ... على ما ساء صاحبه حريص (١)

و {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها} (٢) حملا بحكم (٣) لفظيهما على المفردات، وبحكم معناهما على المثنيات، فأعربا بالإضافة إلى المظهر بالحركات المقدّرة، فقيل: كلا غلاميك وكلتا جاريتيك، فى الرفع والنصب والجر، فحكم بأنّ على الألف ضمّة مقدّرة، فى الرفع، وفتحة فى النصب، وكسرة فى الجر، كما يقدّر ذلك فى عصا زيد، /وذكرى محمّد، واستعملا فى الإضافة إلى الضمير على هيئة المثنّى، فكانا فى الرفع بالألف، وفى الجرّ والنصب بالياء، وإن كانت الألف فى كلاهما والياء فى كليهما ليستا بحرفى تثنية، بل هما فى موضع لام الفعل، والألف فى كلتاهما ألف التأنيث، انقلبت ياء فى موضع الجرّ والنصب، فقد خالف حكم هذين الاسمين فى الإعراب حكم سائر أسماء العربيّة.

ويتوجّه [فيهما (٤)] سؤال آخر، فيقال: فلم حملا على حكم المفردات فى إضافتهما إلى المظهر، وعلى حكم المثنيات فى إضافتهما إلى المضمر؟

فالجواب عن هذا: أن الإعراب بالحركات أصل للإعراب بالحروف، والاسم الظاهر أصل للمضمر، فأعطيا الإعراب الأصلىّ فى إضافتهما إلى الأصل الذى هو المظهر، وأعطيا شكل إعراب التثنية الذى هو إعراب فرعىّ، فى إضافتهما إلى

---

(١) نسب فى الكتاب ٣/ ٧٣،٧٤، لعدىّ بن زيد، وكذلك فى شرح أبياته المختصر للنحاس ص ٢٢٤، وإن ذكر «عديّا» فقط. ولم أجده فى ديوان عدى بن زيد المطبوع ببغداد، والبيت ينسب لعمرو بن جابر الحنفى، كما فى حماسة البحترى ص ١٨، ودلّنا عليه محقق المقتصد ١/ ١٠٤، وانظر تخريجه فى كتاب الشعر ص ١٢٧.
(٢) سورة الكهف ٣٣.
(٣) فى هـ‍: «لحكم» هنا، وفى الموضع التالى. وقوله: «حملا» جواب «لمّا» المتقدّم.
(٤) ليس فى هـ‍.