للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قصر أصلها طول، بضمّ العين، واسم الفاعل منها طويل، ومن الأولى طائل، يقال: طاولنى فطلته، أى غلبته فى الطّول، وقال: فليس تنالها، ولم يقل:

فليست، لأنه أضمر فى «ليس» الشأن.

وقيل: بل شبّه «ليس» بما، فأخلاها من ضمير، كما قالوا: «ليس الطّيب إلا المسك (١)».

ويقال: قست الشىء بالشىء: أى قدّرته به، وقوله: «قست شعرك وشعره» تحتمل الواو أن تكون عاطفة، وأن تكون بمعنى مع، وأن تكون بمعنى الباء، كما قالوا: اشتريت الحملان: حملا ودرهما، يريدون بدرهم (٢).

والبطل: الشّجاع، وألزموه فى الجمع مثال أفعال، كما قالوا فى الاسم: أرسان [وأقلاب (٣)] وأقلام وأقتاب، فلم يجاوزوا ذلك، ومصدره البطولة والبطالة، وفعله بطل، مثل ظرف، واشتقاقه فيما زعموا من البطلان، قالوا: لأنه الذى تبطل عنده الدماء (٤).

/والجحجاح: السّيد، وقياس جمعه: جحاجيح، ويحذفون الياء ويعوّضون


(١) هذا من شواهد النحو النثرية السيّارة. راجع الكتاب ١/ ١٤٧، والمجلس الأول من مجالس العلماء للزجاجى، وفيه قصة الشاهد وتخريجه. وانظر أيضا كتاب الشعر ص ٧.
(٢) إلاّ أنك لما عطفته على المنصوب انتصب بالعطف عليه. راجع الأزهية ص ٢٤٢، وتمثيله بالرفع. وانظر الكتاب ١/ ٣٩٣، وكتاب الشعر ص ٢٤٦،٢٥٠، وهو فى المغنى ص ٣٩٧، بالنصب «بعت الشاء شاة ودرهما».
(٣) زيادة من هـ‍. وهو جمع «قلب» بضم القاف وسكون اللام، وهو لبّ النخلة وشحمها. ويبقى أن هذا المثال دخيل على سائر ما أورده المصنّف من أمثلة مفرد هذا الجمع، فكل ما ذكره من وزن «فعل» بفتح الفاء والعين.
(٤) تمام هذا التفسير: «فلا يدرك عنده ثأر» كما فى اللسان (بطل)، وقيل سمّى بذلك لبطلان الحياة عند ملاقاته، أو لبطلان العظائم به، كما قال الفيومى فى المصباح. وأفاد ابن فارس أن مادة (بطل) ترجع إلى أصل واحد، وهو ذهاب الشىء وقلّة مكثه ولبثه. قال: «والبطل الشجاع، قال أصحاب هذا القياس: سمّى بذلك لأنه يعرّض نفسه للمتالف، وهو صحيح». المقاييس ١/ ٢٥٨.