للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حذف على مذهب الخليل وسيبويه واو مفعول، أبدل من الضمّة المنقولة كسرة، فقيل: مبيع ومهيب، مخافة أن تنقلب الياء لسكونها وضمّ ما قبلها واوا، فيقال:

مبوع ومهوب، فيلتبس ذوات الياء بذوات الواو، والأخفش يزعم أن الياء من مبيع ونحوه، أصلها واو مفعول، لأن الياء التى هى عين سقطت فى قوله، فكرهوا أن يقولوا: مبوع، فتوافق ذوات الياء ذوات الواو فى اللفظ، فأبدلوا من الضمة كسرة، فصارت واو مفعول ياء، فوزن مبيع على المذهب الأول: مفعل، وعلى مذهب الأخفش: مفيل.

فمن حجّة الخليل وسيبويه أنّ حذف واو مفعول الزائدة أولى من حذف/حرف أصل، وهو مع كونه أصلا متحصّن بكونه عينا سابقا للزائد.

ومن جواب الأخفش عن هذا القول: أنّ واو مفعول وإن كانت زائدة، فإنها زيدت لمعنى، فوجب المحافظة عليها، وقد وجدناهم حذفوا الأصل وأبقوا الزائد، والأصل سابق للزائد، وذلك فى قول من قال: تق الله، قال عبد الله بن همّام السّلولىّ:

زيادتنا نعمان لا تنسينّها ... تق الله فينا والكتاب الذى تتلو (١)

وقالوا فى الماضى: تقى، وفى المستقبل: يتقى، والأصل: اتّقى واتّق ويتّقى، فأسقطوا التاء التى هى فاء، وأبقوا تاء افتعل، لأنها لمعنى، فوزن تق [تع (٢)] وتقى تعل، ويتقى يتعل، وإذا كانوا قد حذفوا الفاء وهى سابقة للزائد، والفاء أقوى من


(١) البيت فى نوادر أبى زيد ص ٤،٢٧، والخصائص ٢/ ٢٨٦،٣/ ٨٩، والمحتسب ٢/ ٣٧٢، وسر صناعة الإعراب ص ١٩٨، وأمالى القالى ٢/ ٢٧٩، والأضداد لأبى الطيب ص ٣٥، وشرح شواهد الشافية ص ٤٩٦، وحاشية على شرح بانت سعاد ١/ ٢٥٠ واللسان (بسل-وقى) وغير ذلك كثير. والنعمان فى البيت: هو ابن بشير الأنصارى رضى الله عنه.
(٢) سقط من هـ‍.