للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فريشى منكم وهواى معكم ... وإن كانت زيارتكم لماما (١)

وإنّما ذهب من ذهب إلى كونه حرفا، لمجيئه على حرفين، ولا يعلم له أصل فى بنات الثلاثة.

قال أبو العباس ثعلب: سألت (٢) ابن قادم: ما الفرق بين قام زيد وعمرو معا، وقام زيد وعمرو جميعا؟ فجعل يركض إلى الليل، فلما ضجّ (٣) قلت له: قام زيد وعمرو معا، وقع القيام منهما فى وقت واحد، لا يكون إلا هذا، وقام زيد وعمرو جميعا، /يجوز أن يكون القيام منهما وقع فى وقت واحد، ويجوز أن يكون وقع فى وقتين، وكذلك مات زيد وعمرو جميعا، يكون زمان موتهما مختلفا، ومات ذا مع ذا، لا يكون موتهما إلا فى وقت واحد.

وعند بعض النحويين أن «معا» فى قولك: جاءوا معا، ينتصب على الظرف، كانتصابه فى قولك: معهم، وإنما فكّت إضافته وبقيت علّة نصبه على ما كانت عليه، والصحيح ما ذكرته أولا، لأنه قد نقل من ذلك الموضع، وصار معناه معنى جميعا.

وقولها: «مستفزّا» أى مستخفّا، يقال: استفزّ فلان فلانا، بمعنى استخفّه، وفى التنزيل: {وَاِسْتَفْزِزْ مَنِ اِسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} (٤).

وقولها: كأن لم يكونوا حمى يتّقى

الحمى: نقيض المباح، وعزّ هاهنا: معناه غلب، من قول الله عز وجل:


(١) لجرير، وهو فى ديوانه ص ٢٢٥، برواية: «وهواى فيكم»، وعليها يفوت الاستشهاد. والبيت برواية النحاة فى الكتاب ٣/ ٢٨٧، ونسب فيه للراعى، وهو فى ملحق ديوانه ص ٣١١. وانظره فى شرح المفصل ٢/ ١٢٨،٥/ ١٣٨، ورصف المبانى ص ٣٢٩، والجنى الدانى ص ٣٠٦، واللسان (معع) وغير ذلك مما تراه فى حواشى تلك الكتب. وأعاده ابن الشجرى فى المجلس التاسع والستّين.
(٢) مجالس ثعلب ص ٣٨٦، وقد تصرّف المصنّف فى كلام ثعلب؛ ليبلغ به ما درج عليه من السّهولة واليسر.
(٣) فى المجالس: فلمّا أصبح.
(٤) سورة الإسراء ٦٤.