للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو المكان/المرتفع، على الجماد، ومما (١) جاء جمع جمع الجمع قولهم: أصائل، والواحد: أصيل، فقدّروا جمعه على أصل، كقضيب وقضب، ثم جمعوا الأصل فى


(١) من هنا إلى آخر الفقرة حكاه أبو حيان فى كتابه «تذكرة النحاة» ص ٣٧٢ - ٣٧٥ ثم ذكر بعده كلام ابن الخشاب الذى تعقّب به ابن الشجرى: «قال ابن الخشّاب: أخطأ من عدّة وجوه: أصيل وزنه فعيل، والهمزة فاء والصاد عين واللام لام، فليحفظ هذا للحاجة إليه فيما يأتى، فقوله: «فقدروا جمعه على أصل» لا يسع نحويّا جهل جمع أصيل على أصل، لأن ذلك ظاهر متردّد فى كلامهم. قال الأعشى: ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل وقال آخر [طرفة-ديوانه ص ١٤٦]: وجامل خوّع من نيبه زجر المعلّى أصلا والمنيح وما وجد مستعملا لا يقال له: مقدّر، بل يقال: جمع على كذا، لكنه لم يعرفه، وباب الجمع وإن غلب عليه السماع والقياس فيه يسمّى أكثريّا، فلا يعذر نحويّ فى جهل ظواهره. وقوله: «ثم جمعوا الأصل فى التقدير على آصال، كمشط وأمشاط» إن كان آصال جمعا لأصل، فلا يحتاج أن يقول: إنه مقدّر، لأنّ فعلا قد جاء فى جمعه أفعال، مجيئا صالحا، ولكن هاهنا فرق، وهو أن فعلا يجمع على أفعال إذا كان مفردا، كعنق، والجمع لا يقدم على جمعه إلا بسماع، ومن قاسه فقد جهل، ألا ترى أنه لم يجيء فى كتب وكثب ورسل وعجز: أفعال، فلا وجه لتمثيله بالمفرد وتشبيهه به وحمله عليه. . . . وبعد فالأولى فى الآصال أن يكون جمعا لأصيل من أول وهلة، لا جمعا لجمعه الذى هو أصل، فإن جمع فعيل على أفعال جاءت منه حروف صالحة العدّة. . .» ذكر منها أمثلة كثيرة منها: يتيم وشريف ونجيب. ثم قال: وقوله: جمعوا الآصال إلى آخره، خطأه ظاهر، لأنه جعل الصاد فاء، وهى عين الكلمة». ثم اندفع ابن الخشّاب فى كلام طويل لا يتحمّله هذا المقام. وانظر ارتشاف الضرب ١/ ٢١٩. هذا وقد أنكر السهيلىّ أن يوجد فى الكلام «جمع جمع الجمع» وذهب إلى أن الأصائل جمع أصيلة، والأصيلة لغة معروفة فى الأصيل، وجمع الأصيل: أصل. أما آصال عنده فهى جمع أصل الذى هو اسم مفرد فى معنى الأصائل، لا جمع أصل، الذى هو جمع. ثم أورد كلاما كثيرا فى المسألة ختمه بقوله: «ولا أعرف أحدا قال هذا القول-أعنى جمع جمع الجمع-غير الزجاجى وابن عزيز» الروض الأنف ١/ ١٧٥،١٧٦، وقد وجدت كلام ابن عزيز فى كتابه غريب القرآن ص ١٨، قال: «أصيل: ما بين العصر إلى الليل، وجمعه أصل ثم آصال ثم أصائل، جمع جمع الجمع». وكلام الزجاجى فى كتابه الجمل ص ٣٨٢. وانظر ما قيل عن هذا الجمع فى تفسير الطبرى ١٣/ ٣٥٥، والقرطبى ٧/ ٣٥٥ (فى تفسير الآية ٢٠٥ من سورة الأعراف) وشرح القصائد السبع لابن الأنبارى ص ٣٨٣، وهمع الهوامع ٢/ ١٨٤، وتاج العروس (أصل). هذا وقد رأيت مثالا آخر لجمع جمع الجمع، قال أبو الحسن الأخفش فى «تجر» بضم التاء والجيم، إنه جمع تجار، ككتب وكتاب، وتجار جمع تجر، كصحاب وصحب، وتجر، بالفتح والسكون: أحد جموع تاجر. راجع شرح بانت سعاد لابن هشام ص ٣٣، واللسان (تجر).