للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتقارب، فوزن الجزء فعولن، فلو سقطت الباء (١) صار فعلن، والخرم إنما يأتى فى الجزء الأول من البيت، وقد جاء فى الجزء الأوّل من النصف الثانى من قول امرئ القيس:

وعين لها حدرة بدرة ... شقّت مآقيهما من أخر (٢)

وقد ذكرت هذا البيت وما فيه فيما قدّمته من الأمالى.

ويجوز فى قولها: «يصاب» الرفع، على أن تكون «أن» مخفّفة من الثقيلة، والنصب على أن تكون المصدرية التى وضعت خفيفة، والقول فيهما أنّ كلّ واحدة منهما مختصّة بنوع من الفعل، ولهما اشتراك فى نوع منه، فالمخفّفة من الثقيلة تقع بعد الأفعال الثابتة المستقرّة فى النفوس، نحو أيقنت وعلمت ورأيت، فى معنى علمت، فحكمها فى ذلك حكم الثقيلة، وقد عرفت أن الثقيلة موضوعة للتوكيد، فهى ملائمة فى المعنى لما ثبت واستقرّ من الأفعال، لأن التوكيد لا يقع بما لا يثبت فى النّفوس، تقول: علمت أنك منطلق، وأيقنت أنك جالس، وكذلك تقول: أعلم أن لا يقوم زيد، وأرى أن سيقوم [بكر (٣)] برفع يقوم، كما جاء فى التنزيل: {أَفَلا يَرَوْنَ أَلاّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} (٤) وجاء فيه: {لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ} (٥) المعنى أنهم لا يقدرون (٦)، وكذلك [هى (٧)] فى مصحف أبىّ.


(١) جاء بهامش الأصل حاشية: «لا يتحقّق الخرم بحذف الباء هنا؛ لأنّ حركة آخر الجزء المقبوض تنوب عن الباء، وإنما يتحقّق الخرم فى البيت فى أول النصف الثانى إذا كان العروض محذوفة، ومثل هذا البيت يقع فيه التمام والقبض والحذف».
(٢) فرغت منه فى المجلس الثامن عشر.
(٣) سقط من هـ‍.
(٤) سورة طه ٨٩، وقد تكلّم ابن الشجرى على «أن» المخففة من الثقيلة، بإسهاب فى المجلس التاسع والسبعين.
(٥) سورة الحديد ٢٩.
(٦) فى هـ‍: «لا يقدرون على شيء»، وأسقطت هذه الزيادة متابعة للأصل، والكتاب ٣/ ١٦٦.
(٧) سقط من هـ‍.