للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التنزيل: {ذَواتا أَفْنانٍ} (١) وإنما جمعوا الفنّ على القياس، فقالوا: فنون، كصكّ، وصكوك، وبتّ وبتوت، وهو الكساء الغليظ.

وقوله: «يشنّ عليه» أى يصبّ عليه، من قولهم: شننت علىّ الماء.

/وأما حذف الاسم الذى ينوب عنه الظّرف، خبرا وصفة وحالا، فمثال الخبر: زيد خلفك، أى مستقرّ (٢) خلفك، وكذلك الرحيل يوم السبت [أى كائن (٣) يوم السبت] ومثال الصفة: مررت برجل عند زيد، وبقوم حول جعفر، التقدير:

مستقرّ عند زيد، ومستقرّين حول جعفر، ومثال الحال: مررت بزيد قدّام بكر، أى مستقرّا قدّام بكر، وهذا جعفر خلف محمد، أى كائنا خلف محمد، إذا كانا ماشيين أو راكبين، ومستقرّا خلف محمد، إذا كانا جالسين.

واسم الفاعل فى هذا الموضع ممّا رفضوا إظهاره تخفيفا، وللعلم به، فحذفوه وأنابوا الظرف منابه، وانتقل الضمير الذي فيه إلى الظرف، فتضمّنه الظرف، وحسن العطف عليه والتوكيد له بالضمير المنفصل، تقول: مررت برجل قدامك هو وبكر، وقد أكّده كثيّر بن عبد الرحمن بأجمع، فى قوله:


= وذكر ياقوت فى معجم الأدباء ١٥/ ٢٦،٢٧ (ترجمة أبى حيان التوحيدى) قال: «وحدّث أبو حيان، قال: قال الصاحب يوما: فعل وأفعال قليل، وزعم النحويّون أنه ما جاء إلاّ زند وأزناد، وفرخ وأفراخ، وفرد وأفراد. فقلت له: أنا أحفظ ثلاثين حرفا، كلّها فعل وأفعال، فقال: هات يا مدّعى، فسردت الحروف، ودللت على مواضعها من الكتب، ثم قلت: ليس للنحوىّ أن يجزم مثل هذا الحكم إلاّ بعد التبحر والسماع الواسع، وليس للتقليد وجه إذا كانت الرواية شائعة، والقياس مطّردا». انتهى كلام أبى حيان. وذكره العلامة الميمنى فى حواشيه على التنبيهات، حكاية عن معجم الأدباء. وقد وجدته فى كتاب أبى حيان: مثالب الوزيرين ص ١٥٠.
(١) سورة الرحمن ٤٨.
(٢) ذهب الإمام تقى الدين السبكى-المتوفى سنة ٧٥٦ - إلى أن الجارّ والمجرور والظرف، إذا وقعا خبرا، يكونان خبرا، ولا يقدّر فيهما كائن ولا استقرّ. قال ولده تاج الدين فى طبقات الشافعية ١٠/ ٣٠٦: «وقد رأيته معزوّا لأبى بكر بن السرّاج، شيخ أبى علىّ الفارسى». قلت: والذى رأيته فى الأصول لابن السرّاج ١/ ٦٣، غير هذا، فقد قدّر الخبر محذوفا، كسائر النحاة، فقال فى «زيد خلفك»: «كأنك قلت: زيد مستقرّ خلفك
(٣) سقط من هـ‍.