للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن قبل آمنّا وقد كان قومنا ... يصلون للأوثان قبل محمدا

منصوب على نزع الخافض. قال: «نصب «محمد» بآمنا، والأصل:

بمحمد». وقد ذكرت فى حواشى التحقيق أن ابن الشجرى قد خالف المعربين قبله، فقد ذكروا أن «محمدا» منصوب على المفعولية لآمنا المضمن معنى صدّقنا. هذا وقد حكى السخاوى (١) الوجهين، ثم استحسن النصب على إسقاط الخافض.

١٢ - قال ابن الشجرى (٢) فى بيت الشماخ:

وهنّ وقوف ينتظرن قضاءه ... بضاحى عذاة أمره وهو ضامز

«وفى البيت فصل بالظرف الأجنبى بين المصدر ومنصوبه، لأن قوله:

«بضاحى عذاة» متعلق بوقوف أو ينتظرن، فهو أجنبى من المصدر الذى هو «قضاء» فوجب لذلك حمل المفعول على فعل الآخر، كأنه لما قال: «ينتظرن قضاءه بضاحى عذاة» أضمر «يقضى» فنصب به أمره».

وقد حكى ابن هشام عن النحويين أن الباء فى قوله: «بضاحى» متعلقة بقضائه، لا بوقوف ولا بينتظرن، لئلا يفصل بين «قضائه» و «أمره» بالأجنبى. ثم قال: «ولا حاجة إلى تقدير ابن الشجرى وغيره «أمره» معمولا لقضى محذوفا، لوجود ما يعمل».

هذا كلام ابن هشام فى المغنى (٣)، ولكنه نقضه فى كتابه شرح بانت سعاد (٤)، حيث قال بعد أن أنشد البيت: «وأمره منتصب بقضائه محذوفا، مبدلا من «قضائه» المذكور، ولا ينتصب بالمذكور، لأن الباء ومجرورها متعلقان بينتظرن، ولا يفصل المصدر من معموله». انتهى كلامه، وواضح أنه يرجع إلى كلام ابن الشجرى، والفرق الوحيد بينهما أن ابن الشجرى يقدر المحذوف أو المضمر «يقضى». وابن هشام يقدره «قضاء».


(١) فى سر السعادة ص ٧١٩، وحكاه السيوطى فى الأشباه والنظائر ٣/ ١٨٣.
(٢) المجلس التاسع والعشرون.
(٣) ص ٥٩٥.
(٤) ص ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>