للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: إن المميز من شأنه أن يكون واحدا.

قلنا: لعمرى، إن هذا هو الأغلب، وقد يكون جمعا، كقوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً} وكقوله: {نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً}.

انتهى كلام ابن الشجرى، وقد حكاه شارح ديوان المتنبى (١)، وأفاد أن إعراب «مواهبا» مفعولا به، هو قول ابن جنى أيضا.

وبعد: فهذه أبرز آراء ابن الشجرى الإعرابية، استخرجتها لتدلّ على غيرها، مما زخرت به الأمالى، ومما ينبغى التنبه له والإشارة إليه أن الهدف التعليمىّ الذى أخذ به ابن الشجرى نفسه، وصرف إليه همته، قد حمله على إجالة النظر وتقليب الفكر، فيما تمثل فى هذه الأوجه (٢) الإعرابية الكثيرة التى أوردها فى الكلمة الواحدة، مما يدل على تمكنه وتبحره فى فقه العربية، ومما يدل أيضا على أن ظاهرة التوسّع الإعرابى (٣) ليست من صنيع النحاة المتأخرين، كما يظنّ بعض الدراسين.

...


(١) شرح ديوان المتنبى المنسوب إلى العكبرى ٣/ ٢٣٧.
(٢) انظر مثلا: المجالس: العشرين، والثامن والعشرين، والحادى والثلاثين، والثانى والثلاثين والحادى والأربعين.
(٣) بل هى أقدم من ابن الشجرى، فيما تراه عند أبى على الفارسى. راجع مقدمتى لكتاب الشعر ص ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>