للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لاه ابن عمّك لا أفضلت فى حسب ... عنّى ولا أنت ديّانى فتخزونى

/معنى «تخزونى»: تسوسنى وتقهرنى، ومعنى «عنّى» هاهنا بمعنى عليّ.

والدّيّان: ذو السّياسة.

فلاه فى قوله: «لاه ابن عمّك» أصله: لله، فحذف لام الجر، وأعملها محذوفة، كما أعمل الباء محذوفة فى قولهم: الله لأفعلنّ، وأتبعها فى الحذف لام التعريف، فبقى لاه، بوزن عال، ولا يجوز أن تكون اللام فى قوله: «لاه ابن عمّك» لام الجرّ، وفتحت لمجاورتها للألف، كما زعم بعض (١) النحويين، لأنهم قالوا: لهى أبوك، بمعنى لله أبوك، ففتحوا اللام، ولا مانع لها من الكسر فى «لهى»، لو كانت الجارّة، وإنما يفتحون لام الجرّ مع المضمر، فى نحو: لك ولنا، وفتحوها فى الاستغاثة، إذا دخلت فى اسم المستغاث به، لأنه أشبه الضمير، من حيث كان منادى، والمنادى يحلّ محلّ الكاف من قولك: أدعوك.

فإن قيل: فكيف يتصل الاسم بالاسم، فى قوله: لاه ابن عمّك، بغير واسطة، وإنما يتصل الاسم بالاسم فى نحو: لله زيد، ولأخيك ثوب، بواسطة اللام؟

قيل: إن اللام أوصلت الاسم بالاسم، وهى مقدّرة، كما عملت الجرّ وهى مقدّرة، وكما أوصلت الباء فعل القسم إلى المقسم به، وهى محذوفة، فأصل هذا الاسم الذى هو «الله» تعالى مسمّاه، إله، فى أحد قولى سيبويه (٢)، بوزن فعال، ثم


(١) هو أبو العباس المبرد، كما ذكر ابن يعيش فى شرح المفصل ٩/ ١٠٤، وانظر أيضا ٨/ ٥٣، وقد ناقش أبو علىّ هذا الرأى وردّه، لكنه لم يصرح بنسبته إلى المبرد. راجع كتاب الشعر ص ٤٦. ثم انظر الخزانة ٧/ ١٧٤.
(٢) أول من نقل هذا عن سيبويه: أبو إسحاق الزجاج، وذكره فى آخر سورة الحشر، من معانى القرآن ٥/ ١٥٢، وردّ عليه الفارسىّ فى (الأغفال)، ثم ردّ على الفارسىّ ابن خالويه، فى كلام طويل حكاه البغدادىّ فى الخزانة ١٠/ ٣٥٧. -