للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كحلفة من أبى رياح ... يسمعها لاهه الكبار

ولذى الإصبع العدوانىّ: «لاه ابن عمك» البيت. انتهى كلام سيبويه.

وأقول: إنّ الاسم الذى هو «لاه» على هذا القول، تامّ وأصله: ليه، فعل، مثل جبل، فصارت ياؤه ألفا، لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ومن قال: لهى أبوك، فهو مقلوب من لاه، قدّمت لامه التى هى الهاء، على عينه التى هى الياء، فوزنه فلع، وكان أصله بعد تقديم لامه على عينه: للهى، فحذفوا لام الجرّ ثم لام التعريف، وضمّنوه معنى لام التعريف، فبنوه، كما ضمّنوا معناها أمس، فوجب بناؤه، وحرّكوا الياء لسكون الهاء قبلها، واختاروا لها الفتحة لخفّتها.

فأمّا اشتقاق هذا الاسم، تعالى المسمّى (١) به، فقد قيل فيه غير قول، فمن ذلك قول من قدّمت ذكره من أهل العلم بالعربيّة، أن أصله إلاه، فعال بمعنى مفعول، كأنه مألوه، أى مستحقّ للعبادة، يعبده الخلق ويألهونه، والمصدر الألوهة، والتألّه: التعبّد، قال رؤبة (٢):

سبّحن واسترجعن من تألّهى

أى تعبّدى، ومعنى العبادة: الخضوع والتذلّل، من قولهم: طريق معبّد، إذا كان موطوءا مذلّلا، لكثرة السّير (٣) فيه، ومنه اشتقاق العبد، لخضوعه وذلّته لمولاه.

وقال الخليل بن أحمد: أصل إلاه: ولاه، من الوله، والوله: الحيرة، فأبدلوا


(١) فى هـ‍: تعالى مسمّاه.
(٢) ديوانه ص ١٦٥، والمحتسب ١/ ٢٥٦، وشرح المفصل ١/ ٣، وشرح الملوكى ص ٣٥٩، وانظر معجم الشواهد ص ٥٥٧.
(٣) فى هـ‍: السّفر.