للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونظائرهما، وهى ترى ونرى ويرى وأرى ونرى وأرى وترى ويرى، كان الأصل فى يرى: يرأى، مثل يرعى، وفي يرى: يرإى، مثل يرعى، فألقوا حركة الهمزة على الراء، ثم حذفوها والتزموا حذفها، والتزامه شاذّ، وحذفوها (١) [أيضا] من ماضى يرى، فقالوا: أرى، وأصله أرإى، مثل أرعى، ومن اسم فاعله، فقالوا: مرى، وأصله مرئى، مثل مرعى، وحذفوها من مثال الأمر المصوغ من رأى، كقولك:

يا زيد ر جعفرا، تريد أبصر جعفرا، وكان الأصل: ار أ، مثل ارع، فألقيت حركة الهمزة على الراء، وحذفت ثم حذفت همزة الوصل، للاستغناء عنها، وهذا جمع بين إعلالين متواليين، حذف الهمزة التى هى عين، وحذف (٢) [الألف] المنقلبة عن الياء، التى هى لام فى رأيت، فلم يبق إلاّ الفاء، فقولك: ر جعفرا، مثاله ف جعفرا، فإن أمرت اثنين، رددت اللام، فقلت: ريا، وأصله: ارأيا، مثل ارعيا، فألقيت حركة الهمزة على الراء وحذفتها، ثم حذفت همزة الوصل، فوزن ريا فلا، وإنما رددت اللام هنا، كما رددتها من كلّ فعل معتلّ اللام، أمرت منه اثنين، كقولك من خشيت: اخشيا، ومن دعوت: ادعوا، فإن أمرت رجالا قلت:

روا، وأصله ارأوا، مثل ارعوا، ففعلت من إلقاء حركة الهمزة على الراء، وحذفها بعد الإلقاء، ثم حذف همزة الوصل، للاستغناء عنها، كما فعلت فيما قدّمت ذكره، فوزن روا: فوا، وإنّما لم تردّ اللام هنا، كما تردّها فى نحو: اخشوا، لأن أصله: اخشيوا، /فحذفت ضمّة الياء استثقالا لها على الياء، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، ولم تحذف الياء من اخشيا لخفّة الفتحة.

فإن أمرت نساء قلت: رين، وأصله: ارأين، مثل ارعين، ففعلت ما تقدّم ذكره، من إلقاء الحركة، ثم حذف الهمزتين، الهمزة التى هى عين، وهمزة الوصل، فوزن رين: فلن، وإنما رددت اللام هنا كما رددتها فى نحو اخشين، وإنما ثبتت فى اخشين، لسكونها كما سكنت الميم في اعلمن، والباء فى اشربن.


(١) ليس فى هـ‍.
(٢) مثل سابقه.