للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسّبل: المطر.

ذكر الشريف المرتضى، رضى الله عنه، البيتين اللذين (١) الأول منهما: «ويلمّ قوم» فى كتابه الذى سماه (٢) (غرر الفوائد) وبيّن معنييهما، غير أنه لم يستوعب (٣) [تفسير] ما فيهما من اللّغة، ولم يتعرّض للإعراب فيهما، ولم يزل قليل الإلمام بهذا الفنّ، وقال فى قوله: «ويلمّ قوم»: هذا من الزّجر المحمود الذى لا يقصد به الشرّ، مثل قولهم: قاتل الله فلانا، ما أشجعه!. وترحه الله، ما أسمحه! ومثله قول آخر:

فويل بها لمن تكون ضجيعه ... إذا ما الثّريّا ذبذبت كلّ كوكب (٤)

...


(١) فى هـ‍: اللذين أول الأول منهما.
(٢) غرر الفوائد ودرر القلائد، المعروف بأمالى المرتضى، وقد دللت على موضع الشعر فيه فى أول المجلس.
(٣) سقط من هـ‍.
(٤) البيت من غير نسبة فى كتاب الشعر ص ٣٠٢، وأمالى المرتضى ٢/ ١٧٥، وفى حواشيها من نسخة «فويل أمّها». قلت: يقال: ويل له، وويل به. والأخيرة حكاها ثعلب، كما فى اللسان. وقوله «فويل» ضبطها ابن السّكّيت بكسر اللام، على ما حكى أبو علىّ فى كتاب الشعر، قال: «أنشد «ويل» بالكسر، والبناء فيه مثل البناء فى «فداء لك» من حيث كان المراد بكلّ واحد منهما الدعاء». وكشف هذا الكلام فى الصحاح. قال الجوهرىّ: «ومن العرب من يكسر «فداء» بالتنوين إذا جاور لام الجرّ خاصّة، فيقول: فداء لك، لأنه نكرة، يريدون به معنى الدعاء». وتوجيه هذا الكلام كلّه فى الكتاب ٣/ ٣٠٢.