للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد جاء ترك إعادة اللام من «هنوك» فى بيت الفرزدق (١)، وقد مرّ بامرأة وهو سكران يتواقع، فسخرت منه، فقال:

وأنت (٢) ... لو باكرت مشمولة

حمراء مثل الفرس الأشقر

رحت وفى رجليك عقّالة (٣) ... وقد بدا هنك من المئزر

أراد: هنك، فحذف الضمة من المنفصل، تشبيها بالمتصل، فنزّل «هنك» منزلة عضد (٤).

فإن أضفتهنّ إلى ياء المتكلم لم تردّ، وقلت: أبى وأخى وحمى، وأجاز


(١) لم أجده فى ديوان الفرزدق المطبوع، وجاء بهامش أصل الأمالى: «صوابه الأقيشر لا الفرزدق، كما فى الأغانى وغيره، وأول الشعر: تقول يا شيخ أما تستحى من شربك الخمر على المكبر» ومثل هذا ذكر البغدادى فى الخزانة ٤/ ٤٨٥، وقد طلبت هذا الشعر فى ترجمة «الأقيشر» من الأغانى ١١/ ٢٥١ - ٢٧٦ فلم أجده، ثم وجدته فى ترجمته من مختار الأغانى ٧/ ٩ - وفى هذا وأمثاله من تراثنا دليل على أنه لا يغنى كتاب عن كتاب-وانظر الشعر فى شرح ابن هشام على بانت سعاد، ص ٢٥، وحاشية البغدادى عليه ١/ ٥٥٥. وانظر الشاهد فى الكتاب ٤/ ٢٠٣، ومعانى القرآن للأخفش ص ٩٣، وضرورة الشعر ص ١٢٠، والبغداديات ص ٤٣١، والخصائص ١/ ٧٤،٢/ ٣١٧،٣/ ٩٥، والمحتسب ١/ ١١٠، والتنبيه على حدوث التصحيف ص ٧٧، وشرح المفصل ١/ ٤٨، وإيضاح شواهد الإيضاح ص ٣٥٦، وإعراب القرآن المنسوب خطأ للزجاج ص ٨٣٨، والبحر ١/ ٢٠٦، وشرح الشواهد الكبرى ٤/ ٥١٦، والهمع ١/ ٥٤. وقد أنشد ابن عصفور الشاهد فى شرح الجمل ٢/ ٥٨٣، ولم ينسبه، على حين نسبه فى الضرائر ص ٩٥ لابن قيس الرقيّات، ولم أجده فى ديوانه المطبوع.
(٢) بهامش الأصل: «صوابه: فقلت لو باكرت». قلت: والذى رواه ابن الشجرى جاء فى بعض ما ذكرت.
(٣) بضم العين وتشديد القاف، وهو ظلع وعرج يأخذ فى القوائم. ويروى: وفى رجليك ما فيهما.
(٤) أى فى جواز تسكين عينه، فيقال: عضد. وأبو العباس المبرّد ينكر رواية «هنك» هذه، ويروى موضعها: «ذاك من المئزر». قال ابن جنى: «واعتراض أبى العباس فى هذا الموضع إنما هو ردّ للرواية، وتحكّم على السماع بالشهوة، مجرّدة من النّصفة، ونفسه ظلم لا من جعله خصمه. وهذا واضح». الخصائص ١/ ٧٥.