للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنهم/كسّروه على أفعال، فقالوا: أذواء (١) اليمن، لذى نواس، وذى رعين، وذى يزن، وغيرهم من ملوك اليمن.

وإنما حكموا بأنّ المحذوف منه ياء، لأنّ العين إذا كانت واوا فالحكم بأنّ اللام ياء؛ لأنّ باب لويت أكثر من باب قوّة (٢)، ولم يردّوا لامه فى التثنية، كما لم يردّوا لام «فم» فى تثنيته، فلم يقولوا: ذويا مال، كما قالوا: أبوا زيد، وأخوا عمرو، وحموا بكر، ولكنهم ردّوا اللام فى تثنية مؤنّثه، فقالوا: ذواتا مال، كما جاء فى التنزيل: {ذَواتا أَفْنانٍ} (٣) و {ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} (٤) الأصل فيهما: ذويتا وذويتى، فعلتا، وفعلتى، فصارت الياء التى هى لام ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، فقولك:

ذواتا صيد، كقولك: فتاتا زيد، وكذلك ردّوا لامه فى جمع التكسير، فى قولهم:

أذواء اليمن، كما ردّوا لامات أب وأخ وحم وهن وفم، فى قولهم: آباء وآخاء وأحماء وأهناء وأفواه.

وإنّما لزمت الإضافة هذا الاسم، لأنهم إنما صاغوه توصّلا به إلى الوصف بأسماء الأجناس، كالعلم والمال والحسن، لمّا لم يستحسنوا أن يقولوا: رجل مال، وشيخ علم، وامرأة حسن، قالوا: ذو مال، وذو علم، وذات حسن، أى صاحب علم، وصاحبة حسن، فلزمت إضافته لهذا؛ لأنهم لو أفردوه فاتهم ما حاولوه وأرادوه، ولأن إفراده كان يسقط واوه لسكونها وسكون التنوين.

...


(١) ذكرهم ابن الشجرى بالتفصيل فى المجلس السادس والعشرين.
(٢) سيشرحه المصنّف قريبا. وانظر له: الحلبيات ص ٩، وسرّ صناعة الإعراب ص ٥٧٨، واللسان (ذو) ٢٠/ ٣٤٤.
(٣) سورة الرحمن ٤٨.
(٤) سورة سبأ ١٦.