جملتين ومضافين، وما اتصل بذلك، والتقدير: أتخرجين ما تستودعينه من السّرّ إخراج غربال ما فيه، وتثقلين على المتحدّثين ثقل كانون.
وما كنت أظنّ أن أحدا هجا أمّه إلاّ الحطيئة، حتى أنشدنى رجل من عدول واسط، يعرف بابن كردى، أبياتا لأبى المرجّى المذكور آنفا، يهجو بها أمّه، وهى (١):
إنّا إلى الله من عجوز ... تأخذها هزّة الغيور
كانت لها دولة وولّت ... ودولة الحبّ للغرير
الغرير: الحديث السّنّ، والغرارة: الحداثة.
كأنّما وجهها قميص ... قد فرّكوه على حصير
تفترّ عن مبسم غليظ ... كأنه مشفر البعير
ما بين ناب لها طويل ... وبين أنف لها قصير
وكان هذا الرجل لهجا بالهجو، حتى إنّ مدحه كان شبيها بالهجو.
فمن ذلك أنه مدح الوزير زعيم الدولة محمد بن جهير، رضى الله عنه، بقصيدة، اعتقد أنه قد بالغ فى تجويدها، فقال فيها:
بقيّة فى زمان سوء ... صالحة من بنى جهير
فلما سمع الوزير هذا البيت قال لاهيا به: حفظك الله، ما قصّرت!
ونعود إلى ما كنّا آخذين فيه، من ذكر حذف اللامات، فنقول: والكرة:
/المحذوف منها عند المحقّقين لامها، وهى واو، لأن الفعل منها كروت، وأصلها:
كروة، وجمعها كرات وكرون، وزعم قوم أن المحذوف عينها، فحكموا بأن أصلها:
(١) ذكر العماد أن هذه الأبيات فى هجاء زوجة الشاعر، وأورد ثلاثة أبيات فقط، وليس منها مما ذكره ابن الشجرى إلاّ البيت الثالث. خريدة القصر-الجزء السابق ص ٥٣٨.