للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جمعها وتصغيرها وما صرّف منها، كقولهم: رجل استه، وستهم، بمعنى استه، وامرأة ستهاء، والميم فى ستهم زائدة (١)، كما زيدت فى زرقم.

ولمّا حذفوا لامها صارت إلى ست، بوزن فع، فأسكنوا فاءها، واجتلبوا لها همزة الوصل تعويضا من محذوفها.

وأما «ابن» فأصله: بنو، فعل، مفتوح العين، بدلالة جمعه على أفعال، كأجبال، فلا يجوز أن يقال: إنّ أصله بنو، بكسر أوّله وسكون ثانيه، بدلالة كسر بائه في بنت، فيكون كقنو (٢)، وجمع على أبناء، كأقناء، لأن هذا يبطل بفتح الباء فى بنين وبنات وبنويّ.

/وأكثر النحويّين حكموا بأن المحذوف منه واو، واستدلّوا بظهور الواو فى البنوّة.

وقال آخرون: ليس ظهور الواو فى البنوّة بدليل على أنّ لامه واو؛ لقولهم فى مصدر الفتى: الفتوّة، ولامه ياء، بدلالة ظهور الياء فى فتيان وفتيان وفتيات، قالوا:

وإذا لم يكن فى البنوّة دلالة على الواو، فأصله بنى، فعل من بنيت، لأن الابن مبنىّ على الأب، وهذا قول، وإن كان معظم النحويّين على القول الأول (٣).

وأشكل ما فى هذا الاسم قولهم فى جمع مصغّره: أبينون، قال سلمىّ بن ربيعة السّيدىّ:

زعمت تماضر أنّنى إمّا أمت ... يسدد أبينوها الأصاغر خلّتى (٤)


(١) السّتهم: العظيم الاست، والزّرقم: الأزرق الشديد الزّرقة، وانظر المنصف ١/ ٦١، وسرّ صناعة الإعراب ص ١٧٠،٤٣١،٦٠٤.
(٢) القنو: عذق النخل، وهو الكباسة، كالعنقود من العنب. ومثّل الجوهرىّ لهذا البناء بجذع، راجع الصحاح (بنا). وانظر الخصائص ١/ ٢٠١، وشرح الشافية ٢/ ٢٥٥.
(٣) راجع سرّ صناعة الإعراب ص ١٥٠، وشرح الملوكى ص ٤٠١، وشرح الشافية ٢/ ٢٥٧، ٢٥٨، واللسان (بنا).
(٤) فرغت منه فى المجلس السابع.