للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وللعرب فيه مذهبان: منهم من حذف آخر الاسم، وترك ما قبله على حركته أو سكونه، إلاّ أن يؤدّى السكون إلى الجمع بين ساكنين فيلزم التحريك، وسترى بيان ذلك إن شاء الله تعالى.

ومنهم من يحذف ما يحذفه ويضمّ ما قبل المحذوف، إن صحّ فيه الضّمّ، فيجعله اسما قائما بنفسه، كأنه لم يحذف منه شيء.

/والمذهب الأول هو اللغة العليا، ومعظم العرب عليه، وذلك قولك فى حارث: يا حار، ويا حار، وفى جعفر: يا جعف ويا جعف، وفى هرقل: يا هرق، ويا هرق أقبل، ويتّفق المذهبان فى ما قبل آخره ضمّة لفظا، ويختلفان تقديرا، وذلك قولك فى بلبل: يا بلب، فالضمة فى قول من قال: يا حار، ضمّة الأصل، وفيمن قال: يا حار، ضمّة حادثة، كالضمّة فى قولك: يا زيد، وعلى المذهبين ينشدون قول زهير (١):

يا حار لا أرمين منكم بداهية ... لم يلقها سوقة قبلى ولا ملك

وقول امرئ القيس (٢):

أحار بن عمرو كأنّى خمر

أى كأنّى قد خامرنى شرّ من ذا، وقول حسان (٣):

حار بن كعب ألا أحلام تزجركم ... عنّا وأنتم من الجوف الجماخير


(١) ديوانه ص ١٨٠، والجمل المنسوب للخليل ص ١٣٧، والجمل للزجاجى ص ١٦٩، والتبصرة ص ٣٦٧، وشرح المفصل ٢/ ٢٢، والهمع ١/ ١٦٤، والبيت من شواهد العروض أيضا، راجع العروض لابن جنى ص ٣٥،٤١، والكافى ص ٣٩، والبارع ص ١١٢. والحارث هنا: هو الحارث بن ورقاء.
(٢) ديوانه ص ١٥٤، والمقتضب ٤/ ٢٣٤، وتمامه: ويعدو على المرء ما يأتمر
(٣) ديوانه ص ٢١٩، والكتاب ٢/ ٧٣، والمقتضب ٤/ ٢٣٣، والجمل ص ١٦٩، والحلل ص ٢٣٠، وشرح المفصل ٢/ ١٠٢.