للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى عن بعض من لا بصيرة له أنه قال، وقد سمع عليّا عليه السلام، وابن مسعود، ويحيى بن وثّاب والأعمش قرءوا: «ونادوا يا مال ليقض علينا ربّك» (١) فقال: إنّ عند أهل النار لشغلا عن الترخيم! فقال له من سمعه: ويحك! إنّ فى هذا الاختصار من أهل النار لمعنى لا يعرفه إلاّ ذو فطانة، وذلك أنهم لما ذلّت نفوسهم، وتقطّعت أنفاسهم، وخفيت أصواتهم، وضعفت قواهم، ولم تنفع شكواهم، قصرت ألسنتهم عن إتمام الاسم، وعجزوا عمّا يستعمله المالك لقوله، والقادر على التصرّف فى منطقه.

ومن أبيات الكتاب قول أوس بن حجر (٢):

تنكّرت منّا بعد معرفة لمى ... وبعد التّصابى والشّباب المكرّم

وقول آخر (٣):

فقلتم تعال يا يزى بن مخرّم ... فقلت لكم إنّى حليف صداء

حذفا السّين والدال من لميس ويزيد، على المذهبين.

واختلف النحويّون فى الثلاثيّ المتحرّك الأوسط، نحو عمر وحسن، فأجاز الكوفيّون والأخفش ترخيمه، لأنّ حركة أوسطه قامت مقام الحرف الرابع، كما قامت حركة القاف من سقر، والظاء من لظى، والدال من قدم (٤)، اسم امرأة،


(١) سورة الزخرف ٧٧، وانظر المحتسب ٢/ ٢٥٧ - وبعض كلام ابن الشجرىّ مسلوخ منه نصّا- ومعانى القرآن للزجاج ٤/ ٤٢٠، والصاحبى ص ٣٨٣، والإنصاف ص ٣٦١، وزاد المسير ٧/ ٣٢٩، والإيضاح لابن الحاجب ١/ ٢٩٥.
(٢) ديوانه ص ١١٧، والكتاب ٢/ ٢٥٤، والموضع السابق من الصاحبى.
(٣) الكتاب ٢/ ٢٥٣، والخزانة ٢/ ٣٧٨. ويزيد بن مخرّم: من بنى الحارث بن كعب، وهو كما قال المرزبانى: جاهلىّ كثير الشعر. معجم الشعراء ص ٤٧٩، وهو من أشراف أهل اليمن. النقائض ص ١٥٠، وصداء: حىّ من اليمن.
(٤) تقدّم فى المجلس الخامس والأربعين. وانظر أيضا البغداديات ص ٤٨٨.