وإذا عرفت هذا فلك أن تقول: ياثب، كقولك: يا حار، ولك أن تضمّ آخره، كما تقول: يا حار، فإن ناديت شاة علما أو نكرة مقصودا قصدها، قلت على لغة من قال: يا حار، فكسر: يا شا، وعلى اللّغة الأخرى: يا شاه ما أفرهك! تردّ لامها، وقد عرفت أنها هاء بظهورها فى التحقير والتكسير، وإنما وجب ردّ اللام فى لغة من قال: يا حار، لأن أهل هذه اللغة يجعلون المرخّم بمنزلة اسم قائم بنفسه، وليس فى العربية اسم معرب على حرفين، الثانى منهما حرف مدّ ولين.
واعلم أن ترخيم ما فيه تاء التأنيث أكثر من ترخيم غيره، لكثرة ما يلحق تاء التأنيث من التغيير والحذف، والتغيير إبدال الهاء منها فى الوقف، والحذف حذفهم إيّاها فى التكسير، كقولك فى جمع مقدحة: مقادح، وفى جمع فاطمة: فواطم، وكذلك تحذفها فى جمع التأنيث، كقولك: فاطمات ومسلمات، فلها أحكام تخالف فيها غيرها من الحروف، ألا ترى أنك إذا سمّيت بمرجان/ومكّىّ، فرخّمتهما حذفت الألف والنون، وحذفت ياءي النّسب، فقلت: يا مرج، ويا مكّ، لأنهما زائدان، زيدا معا، فإن ألحقتهما تاء التأنيث لم تحذف غيرها؛ لأنها كالاسم المضموم إلى اسم، فقلت: يا مرجان، ويا مكىّ.
ولك فى نداء طلحة وأشباهه، بعد قولك: يا طلحة، ثلاثة أوجه:
الأول: يا طلح، بالترخيم وفتح الحاء، على اللغة المشهورة.