للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أراد سودهنّ وبيضهنّ، لأنهم إذا قالوا: الأسود والأحمر، أرادوا بالأحمر الأبيض، وقال النبيّ عليه السلام: «بعثت إلى الأسود والأحمر (١)».

وأما قول ذى الرّمّة:

أيا ميّ ما يدريك أين مناخنا ... معرّقة الألحى يمانية سجرا

فقوله: «مناخنا» معناه: إناختنا، كقولهم: المقام بمعنى الإقامة، والمدخل والمخرج، بمعنى الإدخال والإخراج، كما جاء فى التنزيل: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} (٢).

ونصب «معرّقة» بالمصدر الذى هو المناخ.

والألحى: جمع اللّحى (٣).

ومعرّقة: من قولهم: عرقت العظم: إذا أخذت ما عليه من اللّحم.

والسّجر: جمع سجور، وهى الحنون من النّوق، يقال: سجرت الناقة:

إذا حنّت إلى ولدها (٤) وإلى عطنها الذى ألفته، ويجوز أن تكون السّجر جمع سجراء،


(١) وجدته بتقديم «الأحمر» على «الأسود» فى صحيح مسلم (كتاب المساجد ومواضع الصلاة- الحديث الثالث) ص ٣٧٠، ومسند أحمد ١/ ٢٥٠،٣٠١،٤/ ٤١٦،٥/ ١٤٥،١٤٨،١٦٢، وسنن الدارمى (باب الغنيمة لا تحلّ لأحد قبلنا، من كتاب السّير) ٢/ ٢٢٤، ومجمع الزوائد (باب نصره صلّى الله عليه وسلم بالريح والرعب، من كتاب المغازى والسير) ٦/ ٦٨، و (باب عموم بعثته صلّى الله عليه وسلم، من كتاب علامات النبوّة) ٨/ ٢٦١.
(٢) سورة الإسراء ٨٠.
(٣) وهو عظم الحنك، وهو الذى عليه الأسنان، وهو من الإنسان حيث ينبت الشّعر، وهو أعلى وأسفل.
(٤) كتبت أوّلا فى الأصل «إذا حنّت إلى وطنها» ثم أصلحت فى الهامش إلى «ولدها» فقط. وهو المأثور عن الأصمعى. راجع اللسان (سجر).