وقال الفراء وغيره من الكوفيّين-وهو مذهب أبى الحسن الأخفش، وأبى زيد الأنصارىّ-: إن الألف والهاء زائدان، ولام الكلمة محذوفة، كما حذفت فى هن وهنة، فوزنها على هذا القول: فعاه، وقد ردّ هذا القول ابن جنى فى الكتاب اللطيف التصريفيّ، الذى سمّاه (الملوكىّ)(١)، ولم يذكر الوجه فى ردّه.
وعلى هذا المذهب تأتى مسائل التثنية والجمع فى المذكّر والمؤنث، والألف والهاء فى كونهما زائدين فيه، كالألف والهاء فى النّدبة، إلا أن هذه الهاء ليست بهاء السّكت لما ذكرناه، فإذا ثنّيت على هذا قلت: يا هنانيه أقبلا، فالألف فى هنانيه علامة التثنية، وصارت ألف هناه بعد نون التثنية ياء، لانكسار النون، ثم انكسرت الهاء لمجاورة الياء، كما انكسرت هاء الضمير فى عليه وإليه، ونحوهما، وتقول فى الجمع: يا هنوناه أقبلوا، فالواو علامة الجمع، وثبتت ألف هناه بعد نون الجمع؛ لانفتاح النون، وبقيت الهاء على ضمّتها.
فإن قيل: كيف جاز جمع هذا الاسم بالواو والنون، وهو بمعنى رجل، ونحن لا نقول: رجلون؟.
فالجواب: أنه إنما جاز ذلك فيه، لأنه فى هذا القول، من الأسماء التى دخلها التغيير بحذف لاماتها، فعوّضوها الجمع بالواو والنون، على حدّ قولهم فى جمع سنة: سنون.
وتقول فى تأنيثه: يا هنتاه أقبلى، كما تقول: يا مرأة، فإذا ثنّيت قلت:
يا هنتانيه أقبلا، صارت الألف التى فى هنتاه ياء، لانكسار نون التثنية قبلها، وانكسرت الهاء، لما تقدّم ذكره من وقوعها بعد الياء الساكنة.
وإذا جمعت/قلت: يا هناتوه أقبلن، فالألف فى هناتوه ألف جمع التأنيث، وانقلبت ألف هنتاه واوا لانضمام التاء قبلها، كما تنضمّ فى قولك: يا ثبات