للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بستان حسنك أبدعت زهراته ... ولكم نهيت الحسن فيه فما انتهى (١)

وقوام غصنك بالمسرّة ينثنى ... يا حسنه رمانة للمشتهى

وإنما أتيت بهذا القدر من نظمه-أبقاه الله وأيده-ليدلّك على رسوخ قدمه، وكريم شيمه، وسلامة طبعه، ورقّة حاشيته، لأنّ الملوك لا تأتى بالكثير منه، وإنما تأتى بالقدر الذى يدل على سلامة طبعهم فقط.

وأما ما يرجع إلى رفعة قدره، وعلو همّته، وحلمه، وكرمه، وبذله، وشجاعته، وحسن خلقه، وعقله، وصبره، ومقابلته الإساءة بالإحسان، وكثرة حيائه، وإقالته العثرات، ومجاوزته عن كبائر السيئات، وغير ذلك من خصاله الحميدة-أبقاه الله-فهو مذكور فى «المنتقى المقصور»، وكذلك بعض توقيعاته (٢) الحسنة، وتآليفه المستحسنة، فقد ذكرناه هنالك. ومن أرادها فليقف عليها فيه.

وأما بيعته فابتدئت (٣) بعد فراغه من غزوته العظيمة القدر التى لم ير مثلها فيما سلف من الأزمان سنة ٩٨٦ وقلت مؤرّخا لها:

مطالع الملك بمنصور الورى ... تلألأت بالسّعد فى أوج الفلك (٤)

فإن ترد تاريخه ناديت يا ... بدر العلا أحمد تاج من ملك

ثمّ امتدّ ملكه-أيده الله-إلى أن ملك ما لم يملكه سلفه، بل ولا من قبله من لدن عبد الملك بن مروان [إلى الآن؛ لأن بيعته-أيده الله-امتدت فى قطر


(١) فى المطبوعة: «ولكم نهيت القلب. .».
(٢) فى س: «وثيقاته».
(٣) فى المطبوعة: «فأبديت».
(٤) فى المطبوعة: «مطالع الملك منصور. .»